سورة العصر ـ مكية ـ وآياتها ثلاث
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. وَالْعَصْرِ (١) إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ (٢) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ) (٣)
* * *
إن الله يحلف : (وَالْعَصْرِ) فهل كما نحلف وعند فقدان الدليل؟ والله خالق المدلول والدليل؟ كلا فإنما يأتي بصيغة الحلف ليوجهنا إلى مهمة فيما يحلف به ، هي برهان ساطع للإثبات : عقليا أو علميا أو اعتباريا ، أو أيا من صنوف البراهين المناسبة لإثبات المطلوب ، بصورة مجردة عن صيغ البراهين المصطلحة ، لكي لا يهابها غير المثقفين ، فيأنسوا بها ، وكأنها من محاوراتهم السوقية.
فقد يحلف بالدليل : (يس. وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ. إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) حلفا بحكمة القرآن لفظيا وعلميا وتقنينيا و.. لتدل هذه الحكمة على نبوة من انزل عليه ، لكي يصلح للخطاب : «يس» * : أيها السامع للوحي ، ثم على رسالته على صراط مستقيم ، فيا لها من برهان ما أتقنه!