(٥ : ٢٤) (فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً) (٩ : ٨٣) (لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً) (٩ : ١٠٨) فلا يعنى من الأبد هنا إلا مدى الحياة ، هذه حال الأبد فكيف الخلود؟
فهل يعقل أن الكافر ـ أي كافر ـ يزعم بقاءه على الأرض حيا لغير النهاية ، أو طوال عمر الأرض؟ : «ولكنه أخلد إلى الأرض (وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أَمْرُهُ فُرُطاً) (٧ : ١٧٦) (الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ. يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ) (١٠٤ : ٣).
فهل نكذّب القرآن هنا وهناك لكي نصدق زعم اللانهاية الفلسفية في الخلود ، دون أي سناد ، إلا شهرة سوقية متحللة عن أي برهان؟
فمن الخالدين في النار من يخرج منها بعد زمن طويل أو أطول حسب ما يستحقه من العذاب (١) ، ومنهم من يحبس فيه ويعذّب مدى الحياة المعبّر عنه بالخلود الأبد : (لا يُقْضى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها) (٣٥ : ٣٦) (كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيها) (٢٢ : ٣١) (وَلا يَجِدُونَ عَنْها مَحِيصاً) (٤ : ١٢١) (.. وَنادَوْا يا مالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنا رَبُّكَ قالَ إِنَّكُمْ ماكِثُونَ) (٤٣ : ٧٧).
فهؤلاء هم المؤبدون بدوام النار ثم يقضى عليهم مع النار ، فلا تبقى نار ولا أهل نار.
__________________
(١) كما في الآيات : ١٠ : ٥٢ و ٣٢ : ١٤ و ٤١ : ٢٨ و ٤ : ٩٣ و ٩ : ٦٣ و ٥٩ : ١٧ و ٢ : ٣٩ و ٨١ و ٢١٧ و ٢٥٧ و ٣ : ١١٦ و ٥ : ٨٠ و ٧ : ٣٦ و ٩ : ١٧ و ١٠ : ٢٧ و ١٣ : ٥ و ٢١ : ٩٩ و ٢٣ : ١٠٣ و ٤٣ : ٧٤ و ٥٨ : ١٧ و ٢ : ١٦٢ و ٣ : ٨٨ و ٩ : ٦٨ و ١٦ : ٢٩ و ٢٠ : ١٠١ و ٣٩ : ٧٢ و ٤٠ : ٧٦ و ٦٤ : ١٠ و ٩٦ : ٦.
وهذه هي موارد الخلود غير المؤبد ، إما لاختصاصها بغير الآبدين أو اعتبارا بجمعهم مع الآبدين ثم لا تجد أبد الخلود في النار إلا في ٤ : ١٦٩ و ٢٣ : ٦٥ و ٧٢ : ٢٣ و ٢ : ١٦٧.