سورة اللهب ـ مكية ـ وآياتها خمس
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤) فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ) (٥)
* * *
هذه السورة تفنّد القومية والقرابة اللتين لا تحملان الإيمان ، فلا قيمة لهما في الإسلام ، وفيما إذا اعتبرتا ذريعة للصد عن سبيل الله ، فالقرآن يعاديهما ويعلن ريفهما وانحرافهما ، ففي الحديث : «إن ولي محمد صلى الله عليه وآله وسلم من والى الله ورسوله وإن بعدت لحمته ، وإن عدو محمد صلى الله عليه وآله وسلم من عادى الله ورسوله وإن قربت لحمته» ، ومن الشواهد القرآنية على ذلك ابن نوح وامرأته وامرأة لوط ، فلا حرمة ولا كرامة لأي قريب إلى الرسول ما لم يحمل الإيمان ، فحرمته على قدر ما يحمل من الإيمان ويعمل من الصالحات.
وأبو لهب (١) هذا عم النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ومن زعماء قريش ، لكنه وامرأته معه ،
__________________
(١) ٤٠٩ عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله (ص): بعثت ولي أربع عمومة ، فأما العباس فيكنى بأبي الفضل ولولده الفضل إلى يوم القيامة ، وأما حمزة فيكنى بأبي يعلى فأعلى الله قدره في الدنيا والآخرة ، وأما عبد العزى فيكنى بأبي لهب فأدخله الله النار وألهبها عليه ، وأما عبد مناف فيكنى بأبي طالب فله ولولده المطولة والرفعة إلى يوم القيامة.