سورة الإخلاص ـ مكية ـ وآياتها أربع
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ (١) اللهُ الصَّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)(٤)
* * *
هذه السورة تحمل إجابة وافية عن كافة الأسئلة التي تدور حول توحيد الله وسواه ، من الحقائق المعرفية الإلهية ، على قلة آيها.
يأتيه صلّى الله عليه وآله وسلّم قادة الأحزاب الخمسة : الماديين ، المشركين ، الثنوية ، اليهود ، النصارى يسألونه أن ينسب ربه كما ينسبون (١) فتنزل سورة الإخلاص مجيبة عن متطلباتهم ، قارعة أسماعهم بقوارع بوارع من آي التوحيد ، هي نماذج شاملة عن قرآن التوحيد ، وكما عن باقر العلوم عليه السّلام : «إن الله عز وجل علم أنه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل هذه السورة» (٢) ، ولأنها عميقة أنيقة على اختصارها تعتبر بوحدتها ثلثا من القرآن (٣) والإنجيل والتوراة ، توحيدا خالصا جامعا في الديانات الثلاث.
__________________
(١) الدر المنثور ٦ : ٤٠٩ ـ ٤١٢ ـ أخرجه عن جماعة من ارباب السنن بصور متفرقة.
(٢) ، وفي أصول الكافي بالإسناد عن علي بن الحسين زين العابدين (ع) مثله : سئل عن التوحيد فقال : إن الله عز وجل علم انه يكون في آخر الزمان أقوام متعمقون فأنزل الله تعالى : (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) والآيات من سورة الحديد «هو الله الذين لا إله إلا هو» إلى قوله (عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ)
(٣) الدر المنثور ٦ : ٤١١ عن أبي بن كعب قال ، قال النبي (ص) من قرأ قل هو الله احد فكأنما قرأ ثلث القرآن.