سورة النبأ ـ مكية ـ وآياتها أربعون
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. عَمَّ يَتَساءَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (٣) كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ (٤) ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ) (٥)
تساؤلات مرت وتستمر مدى الأجيال عن أنباء الغيب ، و (يَتَساءَلُونَ) هنا يشمل كافة التساؤلات عن الأنباء العظيمة طوال الزمن ، فلم يقل : «تساءلوا» كي لا يختص بغابر الزمن ، وإنما (يَتَساءَلُونَ) لكي يعم الغابر والمستقبل والحاضر ، وفي القرآن إجابة عن كافة التساؤلات بما أنه كتاب الخلود.
(عَمَّ يَتَساءَلُونَ) :
مطلع يحمل تنديدا شديدا بالمتسائلين عن النبأ العظيم ، ليس لأنهم سألوا تعلما وتفهما ، فإنه موضع تبجيل لا تخجيل ، وإنما لأنهم حينما يصدّقون الأنباء غير العظيمة ، ما يصلح لحيونة الحياة ، وحينما يصدّقون ويهرولون إلى الخرافات اللامعقولة التي يستنكرها العقل والدين ، وحينما يصدقون ـ دون تساؤل وتراجع ـ كل ما يتلائم وشهواتهم ، فهؤلاء هم يتساءلون عن النبإ العظيم هزءا وإنكارا وتعنتا واستنكارا ، بعد فلجهم في إبطاله ، وفلح النبإ العظيم وأهله في