القدر لقرّاء القرآن لجميع الأجيال ، يحفظ بها القرآن من التغيير في ألفاظه وتعرضه للحن ، ويمكن تشكيل أحرفه .
قال في نشأة وتطور الكتابة الخطية العربية : ١٤٧ : وسمي خط النسخ بالنسخ ؛ لأن الوراقين أو النساخ كانوا ينسخون به المصاحف فغلبت عليه تلك التسمية ... ومما تجمل معرفته أن الحروف العربية النسخية هي أكثر الحروف استعمالا في تدوين القرآن وكتب السنة وكتب الدين بين الأمم التي احتفت بلغتها الأصلية ، وذلك لسهولة قراءته وعدم اللبس فيه .
وكذا في : ٢٣٢ نقلا عن تاريخ القرآن ، للكردي الخطاط : ١٨٤ : والمصاحف في العهد الأول كانت تكتب بأنواع متعددة من الخط الكوفي إلى القرن الخامس ـ ثم لما تنوعت الخطوط صاروا يكتبونها بالخط الثلث إلى القرن التاسع ـ ولما ظهر خط النسخ الذي هو أجمل الخطوط صاروا يكتبونها به إلى عصرنا الحاضر . والحق أن جمال المصاحف لا يظهر إلا إذا كتب بخط النسخ أما بقية الخطوط كخط الرقعة والديواني والفارسي وسياقت وشاكسته فلا يحسن كتابتها بها ؛ لأن قاعدة تلك الخطوط هو عدم تشكيلها ، بينما المصاحف يجب تشكيلها صيانة للقارئ من اللحن .
وكذلك في انتشار الخط العربي : ١٤ ـ ١٥ : وأما الخط النسخي فقد كان مستعملا بين الناس لغير المخطوطات الرسمية حتى نبغ الوزير أبو علي محمد بن مقلة المتوفى سنة ٣٢٨ هـ ، فأدخل في الخط المذكور تحسينا كبيرا بعد أن كان في غاية الاختلال ، وأدخله في المصاحف وكتابة الدواوين .