الفصل الثامن : فيما يتعلق بالحجر الأسود
وأنه من الجنة ، وفي سبب نزوله ، وما قيل فيه ، وأخذ القرامطة له ، ورده إلى
محله ، وأول من حلّاه ، إلى آخر ما سيأتي إن شاء الله
قد تقدم أن آدم عليهالسلام لما قدم مكة فإذا خيمة في موضع الكعبة ، وتلك الخيمة ياقوتة حمراء ، ونزل مع الخيمة الركن ، وهو الحجر الأسود وهو ياقوتة بيضاء من أرض الجنة.
وفي مثير الغرام (١) : أنزل الحجر الأسود وهو يتلألأ كأنه لؤلؤة بيضاء ، فأخذه آدم عليه الصلاة والسلام فضمه إليه استئناسا به.
وفي رواية : أنزل الركن مع آدم عليه الصلاة والسلام ليلة نزل آدم عليه الصلاة والسلام من الجنة ، فلما أصبح رأى الركن والمقام فعرفهما فضمهما إليه واستأنس بهما (٢).
وجاء : أن آدم عليه الصلاة والسلام نزل من الجنة ومعه الحجر الأسود متأبطه ـ أي : تحت إبطه ـ وهو ياقوتة من يواقيت الجنة ، ولو لا أن الله طمس ضوءه ما استطاع أحد أن ينظر إليه (٣).
وعن وهب بن منبه : أن آدم عليه الصلاة والسلام لما أمره الله بالخروج من الجنة أخذ جوهرة من الجنة ـ أي : التي هي من الحجر الأسود ـ مسح دموعه بتلك الجوهرة حتى اسودّت من دموعه ، ثم لما بنى البيت أمره
__________________
(١) مثير الغرام (ص : ٣٧٣).
(٢) أخرجه الأزرقي من حديث ابن عباس (١ / ٣٢٥). وذكره السيوطي في الدر المنثور (١ / ٣٢٥) وعزاه إلى الأزرقي. وذكره الفاسي في شفاء الغرام (١ / ٣٦٣).
(٣) أخرجه الأزرقي من حديث ابن عباس (١ / ٣٢٩). وذكره السيوطي في الدر المنثور (١ / ٣٢٥) وعزاه إلى الأزرقي.