الفصل التاسع : في فضائل الحجر الأسود والركن اليماني
وما ورد بأن الدعاء مستجاب عندهما
عن عبد الله بن عمر رضياللهعنهما أنه قال عند المقام : أشهد بالله ـ يكررها ـ سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إن الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة طمس الله نورهما ، ولو لا أن نورهما طمس لأضاءا ما بين المشرق والمغرب» (١). رواه ابن حبان في صحيحه كما في حاشية شيخنا والترمذي. أي : من نورهما.
ولعل طمس نور الحجر كان سببه ما تقدم ، فلا مخالفة.
وجاء : أنهما يقفان يوم القيامة وهما في العظم مثل أبي قبيس يشهدان لمن وافاهما بالوفاء (٢).
وعن ابن عباس رضياللهعنهما : لو لا ما مسهما من أهل الشرك ما مسهما ذو عاهة إلا شفاه الله (٣).
وعن جعفر الصادق : لما خلق الله الخلق قال لبني آدم : ألست بربكم؟ قالوا : بلى ، فكتب القلم إقرارهم ، ثم ألقم ذلك الكتاب الحجر ، فهذا الاستلام إنما هو بيعة على إقرارهم الذي كانوا أقروا به ، قال : وكان أبي يقول إذا استلم الحجر : اللهم! أمانتي أدّيتها وميثاقي وفيت به ليشهد لي
__________________
(١) جامع الترمذي (٣ / ٢٢٦ ح ٨٧٨) ، وصحيح ابن حبان (٩ / ٢٤ ح ٣٧١٠).
(٢) أخرجه الأزرقي (١ / ٣٢٦) ، والفاكهي (١ / ٩٣ ح ٢٨) ، وعبد الرزاق (٥ / ٣٢ ح ٨٨٩٠).
وذكره السيوطي في الدر المنثور (١ / ٢٩١) وعزاه إلى الأزرقي والجندي. وذكره الفاسي في شفاء الغرام (١ / ٣٩٨).
(٣) أخرجه الأزرقي (١ / ٣٢٢) ، والفاكهي (١ / ٤٤٣ ح ٩٦٨).