الفصل الثامن عشر : في المصابيح التي تقاد حول المطاف
قال الأزرقي (١) : أول من استضاء في المسجد الحرام ؛ عقبة بن الأزرق ، وكانت داره ملاصقة لجدار المسجد الحرام من ناحية باب الكعبة ، والمسجد يومئذ ضيق ، ليس بين جدار المسجد والمقام إلا شيء يسير ، فكان يضع المصباح على حرف جداره ، وكان المصباح كبيرا يستضيء به على زمزم والمقام وعلى المسجد. وأول من رتب القناديل : معاوية بن أبي سفيان.
قال الأزرقي (٢) : وكان مصباح [زمزم](٣) على عمود طويل مقابل زمزم والركن الأسود ، والذي وضعه خالد بن عبد الله القسري. فلما كان محمد بن سليمان واليا على مكة في خلافة المأمون وضع عمودا طويلا مقابله بحذاء الركن الغربي ، فلما ولي [ابن](٤) داود مكة جعل عمودين ، أحدهما بحذاء الركن اليماني ، والآخر بحذاء الركن الشامي ، فلما ولي الواثق أرسل بعشرة أعمدة فجعلت حول المطاف يستضاء بها على أهل المطاف.
ثم قال الأزرقي : وكان حول المطاف عشرة [أعمدة](٥) من نحاس يستضاء بها على أهل المطاف بعث بها الواثق العباسي. انتهى. ذكره القرشي (٦).
__________________
(١) الأزرقي (١ / ٢٨٦).
(٢) المرجع السابق (١ / ٢٨٧).
(٣) قوله : زمزم ، زيادة من الأزرقي ، الموضع السابق.
(٤) قوله : ابن ، زيادة على الأصل. وهو : محمد بن داود بن علي بن عيسى بن موسى بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس. انظر ترجمته في : العقد الثمين (٢ / ١٥).
(٥) في الأصل : أعمد.
(٦) البحر العميق (٣ / ٢٧٠).