الباب الثاني : في إخراج زمزم
وفيه ثلاثة فصول :
الفصل الأول : في ذكر إخراج زمزم لإسماعيل عليه الصلاة والسلام
ذكر القرشي (١) : لما كان بين هاجر أم إسماعيل عليه الصلاة والسلام وبين سارة امرأة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ما كان ـ وقصتهما مشهورة ـ أقبل إبراهيم عليه الصلاة والسلام بهاجر وابنها إسماعيل عليه الصلاة والسلام وهو صغير يرضع حتى قدم مكة ، ومع أم إسماعيل عليه الصلاة والسلام شنّة فيها ماء ، تشرب وتدرّ على ابنها ، وليس معها زاد.
وفي رواية : [ومعها](٢) جراب فيه تمر ، وسقاء فيه ماء ، وليس بمكة أحد ، وليس فيها ماء ، فعمد إبراهيم عليه الصلاة والسلام إلى دوحة فوق زمزم ـ أي بجنبها ـ ، وفي رواية : في الحجر ـ أي محله ـ ذكرها الأزرقي (٣) ، فوضعهما عندها.
وفي منائح [الكرم](٤) : أن محل الدوحة هي الخلوة التي قدام مقام الحنبلي لاصقة بزمزم ، أي [التي](٥) فيها الأغوات التي فيها السبيل. انتهى.
وهذا المحل هو الذي كان يجلس فيه سيدنا عبد الله بن العباس رضياللهعنهما.
__________________
(١) البحر العميق (٣ / ٢٧٢).
(٢) في الأصل : ومعاها. والتصويب من البحر العميق ، الموضع السابق.
(٣) انظر : (الأزرقي ٢ / ٣١).
(٤) في الأصل : الكرام.
(٥) في الأصل : الذي ، وكذا وردت في الموضع التالي.