للشراب ، وفوق قبة البئر بيت آخر مقام على أعمدة بيت لشيخ زمزم ، أي : [رئيس](١) المؤذنين يصعد إليه بدرج جهة مقام الحنبلي ، فيطلع رئيس المؤذنين ـ وهو شيخ زمزم ـ ليؤذن ويتبعه سائر المؤذنين في جميع الأوقات. وقد جددت في زماننا شبابيك بيت زمزم ورخام أرضها وأصلح فمها والدرابزان الذي على فم البئر ، كل ذلك على يد سيدنا الشريف عبد الله بن سيدنا الشريف محمد بن عون والحاج عزت باشا في سلطنة السلطان عبد العزيز خان ، وكان ذلك العمل في سنة ألف ومائتين [وتسع](٢) وسبعين ، وابتداء ذلك في شعبان من التاريخ. انتهى.
ذكر باب زمزم وإغلاقه
في [نشر](٣) الأنفاس في فضائل زمزم وسقاية العباس للشيخ خليفة بن [أبي الفرج](٤) بن محمد الزمزمي البيضاوي المعروفين الآن بآل الريس :
إن زمزم ـ يعني بيتها ـ كان ليس عليه بابا ولا غلق ، ومع ذلك كان التكلم للجد بطريق النيابة عن الخلفاء العباسيين ، فلما صار أمر البئر إلى الشيخ عبد السلام بن أبي بكر الزمزمي [أنهى](٥) بمحضر إلى خليفة وقته وكانت إذ ذاك والخلافة في بني العباس بأن زمزم في أوقات الصلاة يدخلها الناس فيشوشون على الإمام والمصلين ، خصوصا أيام الحج ؛ بسبب
__________________
(١) في الأصل : ورئيس. والتصويب من : التاريخ القويم (٣ / ٨٣).
(٢) في الأصل : تسعة.
(٣) في الأصل : شرح. وانظر : أعلام المكيين للمعلمي (١ / ٤٧٦).
(٤) في الأصل : بن فرج. وانظر ترجمته في خلاصة الأثر (٢ / ١٣٢) ، والأعلام للزركلي (٢ / ٣١٢).
(٥) في الأصل : نهى.