بسم الله الرّحمن الرّحيم
[مقدمة المؤلف]
يقول العبد الفقير إلى ربه القدير [محمد بن أحمد بن سالم بن محمد الصباغ ، المالكي](١) مذهبا ، المكي بلدا : الحمد لله الذي جعل البيت العتيق مثابة للناس وأمنا ، وأكرمه بالنسبة إلى نفسه تشريفا وتعظيما ، وأمر بتطهير البيت الحرام للطائفين والعاكفين ، وأزال عنهم الخوف والبأس ، وجعل المسجد الحرام أمنا ، وقيّض لعمارته من شاء من خلقه من الخلفاء والسلاطين.
نحمده على حصول المزايا ، ونشكره على الكرامة والإسعاد بهذا الحرم الشريف الذي سواء العاكف فيه والبادي.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له البرّ السلام ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله المنزل عليه : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) [البقرة : ١٤٤] صلى الله عليه وعلى آله وصحبه العظام ، نجوم الدين ومصابيح الظلام ، ما طاف بالبيت العتيق طائف ، واعتكف بالمسجد الحرام عاكف ، ووقف بعرفات والمشعر الحرام واقف.
أما بعد : لما وفقني الله لطلب العلم الشريف ، وجعلني من جيران بيته المعظم المنيف ؛ تشوقت نفسي للاطلاع على علم الآثار ، وإلى فنّ التاريخ والأخبار. فلما طالعت ذلك وفقني الله إلى هذا التأليف ، فشرعت فيه من
__________________
(١) ما بين المعكوفين كشط في الأصل ، وكتب مكانه : عبد الستار الدهلوي الصديقي الحنفي. وانظر المقدمة ص : ١١.