وقيل : إلى ربيع الأول ـ وراسله الحسنيون : أن رتّب منا من تختار ـ وكانوا قد أبعدوا من مكة ـ فرتب محمد بن أبي هاشم في الإمارة وأمّره على الجماعة ، وأصلح بين [العشائر](١) ، واستخدم [له](٢) العساكر ، وأعطاه مالا وخمسين فرسا وسلاحا ، وتوجه إلى اليمن ، وأقام محمد بن [أبي](٣) هاشم بمكة نائبا عنه ، فقصده الحسنيون [بنو](٤) سليمان مع حمزة بن وهّاس ، فلم يكن له بهم طاقة ، فحاربهم ساعة ، وخرج من مكة فتبعوه ، فرجع وضرب واحدا منهم ضربة فقطع درعه وجسده وفرسه ، ووصل سيفه إلى الأرض ، فدهشوا من ضربته ورجعوا عنه ، ومضى إلى الينبع ، وكانت الحروب بينه وبين بني سليمان إلى أن صفي له وعاد إلى مكة ، ودامت ولايته عليها إلى أن مات سنة [سبع](٥) وثمانين وأربعمائة (٦).
الطبقة الثالثة : من بني حسن ولاة مكة المشرفة ، يقال لهم : الهواشم
أولهم : أبو هاشم محمد بن أبي هاشم جعفر الحسني. كان أمره على مكة.
نقل الفاسي (٧) : أن إمارته ثلاثين سنة ، وهو أول من قطع خطبة المصريين العبيديين ، وخطب للعباسية ، ونال بذلك مالا عظيما ، وكان تارة يخطب للعبيديين وتارة للعباسيين ، يقدّم من يكون صلته أعظم ، وأنه ملك
__________________
(١) في الأصل : العساكر. والتصويب من شفاء الغرام (٢ / ٣٣٦).
(٢) قوله : له ، زيادة من شفاء الغرام ، الموضع السابق.
(٣) قوله : أبي ، زيادة على الأصل. وانظر شفاء الغرام ، الموضع السابق.
(٤) في الأصل : بني. والتصويب من شفاء الغرام ، الموضع السابق.
(٥) في الأصل : سبعة.
(٦) شفاء الغرام (٢ / ٣٣٥ ـ ٣٣٦).
(٧) شفاء الغرام (٢ / ٣٣٧).