فأنشده بعضهم هذه الأبيات مهنئا له :
الحق عاد إلى محله |
|
والشيء مرجعه لأصله |
يا طالما وعد الزما |
|
ن به وأعيانا بمطله |
حتى تحقق أنه |
|
في الناس مفتقر لمثله |
والسيف عند [الاحتيا |
|
ج](١) إليه يعرف فضل نصله |
والدهر ينفر تارة |
|
ويعود معتذرا لأهله |
لا ريب قد سرّ الورى |
|
بفعاله الحسنى وعدله |
فالكل شاكر صنعه |
|
ولسانهم وصاف فضله |
وأقام بدمشق ثلاثة أيام ، ثم خرج قاصدا الحج حتى لحقه ودخل المدينة الشريفة ، وتلقاه أهلها وعساكرها ، ولبس الخلعة السلطانية تجاه الحجرة الشريفة كما لبسها أبوه ثمة ، ثم دخل مكة سابع ذي الحجة ختام سنة [خمس](٢) وتسعين وألف من جهة أسفلها ، ووراءه المحمل المصري وجميع عسكر مصر والشام وجدة ، وركب بين يديه قاضي مكة وأحمد باشا والي جدة ، وكان موكبا عظيما ، فحجّ الناس على أحسن حال ، وحصل لأهل الحرمين بقدومه غاية السرور ، واستمر واليا على مكة إلى أن توفي في اليوم الحادي والعشرين من جمادى الأول سنة [تسع](٣) وتسعين وألف ، وولي بعده الشريف سعيد ابن أخيه الشريف سعد ، ثم عزل وولي بعده الشريف أحمد بن غالب. انتهى خلاصة الأثر (٤).
ثم عزل وتولى الشريف محسن بن حسين بن زيد ، ثم عزل وعاد
__________________
(١) في الأصل : الاحتجاج. والتصويب من خلاصة الأثر ، الموضع السابق.
(٢) في الأصل : خمسة.
(٣) في الأصل : تسعة.
(٤) خلاصة الأثر (١ / ١٩٦ ـ ١٩٧).