للاتجاهات الرئيسية فى علم الجغرافيا العربية يورد تعدادا منظما لأشهر الجغرافيين والرحالة فى اللغات العربية والفارسية والتركية مع الإشارة إلى المراجع ؛ وقد أبرز بمهارة فائقة الخطوط المميزة والصفات الجوهرية للأدب الجغرافى فى الإسلام. غير أن مقاله كما هو الشأن مع جميع مواد دوائر المعارف مقتضب للغاية ولكنه يصلح كمدخل جيد لدراسة تلك المادة الضخمة ، كما وأن ثبت المراجع الموجود فى آخر المقال لمما يعين على تلمس الطريق بين العدد الهائل من الدراسات حول هذا الموضوع. ويمثل مقال شوى Schoy ، وهو أحد المتخصصين فى العلوم الدقيقة ، تكملة مفيدة لمقالى روسكا وكراموس فى بعض النقاط ؛ وقد ظهر هذا المقال فى «المجلة الجغرافية» Geographical Review الأميريكية (١٩٢٤) (٤٣) وهو يفتقر على العموم إلى التناسق ؛ فالمؤلف يقف طويلا عند بعض مسائل الجغرافيا الفلكية خاصة تحديد العرب لأطوال وعروض الأماكن المختلفة.
وإذا كانت جميع هذه المقالات التى مر ذكرها تصلح مدخلا متينا لدراسة الأدب الجغرافى العربى وتعطى صورة جلية عن اتجاهاته الرئيسية وعن كبار من صنفوا فيه إلا أن الأبحاث المفصلة العميقة عن المؤلفين ومصنفاتهم تقتضى الالتجاء إلى المراجع الضخمة التى لم يقصد بها المطالعة بل المراجعة. وأول ما ينصرف إليه الذهن فى هذا الصدد هو «تاريخ الإدب العربى» Geschichte der Arabischen Literatur المشهور لبروكلمان Brockelmann (١٨٩٨ ـ ١٩٠٢) الذى بفضل بقية أجزائه المتممة (١٩٣٦ ـ ١٩٣٩) يسوق جماع المادة إلى الآونة الحاضرة تقريبا ويقدم معينا لا ينضب من المراجع عن جميع المؤلفين ذوى الصلة الوثيقة بالجغرافيا (٤٤). وفى حالات معينة تمثل تكملة مفيدة لبروكلمان المواد المتعلقة بالجغرافيا فى «دائرة المعارف الإسلامية» Encylopaedia of Islam (٤٥) ، وفى «المدخل فى تاريخ العلم» Introduction to the Hitsory of Science لسارطون Sarton (٤٦) ، هذا مع الأخذ بعين الاعتبار أن المرجع الأول ، أى «دائرة المعارف الإسلامية» ، بدأ فى الظهور منذ عام ١٩٠٨ لذا فإن مواد الحروف الأولى منه قد فقدت قيمتها أحيانا ولم تعد ذات نفع كبير فى الوقت الحاضر ، أضف إلى هذا أنها ليست متكافئة من حيث القيمة ولم تتعرض لتصحيح دقيق فى «ذيل دائرة المعارف الإسلامية» (١). أما مؤلف سارطون الضخم (١٩٢٧ ـ ١٩٣١) فإنه يقف عند نهاية القرن الثالث عشر ولكنه يشمل أنشط الفترات وأكثرها ابتداعا وإنتاجا فى تاريخ الحضارة العربية. وهو كتاب كبير النفع فى توضيح ما بلغه العرب فى مختلف نواحى العلوم بما فى ذلك الجغرافيا ، وذلك فى نطاق الإطار العام لتطور العلوم عند جميع الشعوب.
__________________
(*) بدأت دار بريل Brill بليدن فى إخراج الطبعة الثانية المنقحة المعدلة من «دائرة المعارف الإسلامية» منذ عهد قصير ، وقد أعيدت صياغة عدد من المواد بما فى ذلك المواد المتصلة بالجغرافيا. هذا كما أن عددا من مواد الطبعة الأولى قد نقح وزيد فى الترجمة التركية لدائرة المعارف الإسلامية التى لا تزال توالى الصدور على شكل ملزمات. (المترجم)