بالتعليقات المناسبة مع الإشارة إلى أهم المراجع ؛ ويصحب النص شروح موجزة ولكن وافية. وليس بالكتاب معجم خاص ولكن به فهرسا للأعلام الجغرافية مع إيراد معادلاتها الأوروبية ؛ كما وأن الناحية التدريسية لم تهمل فيه فقد أشير إلى كل قطعة بدرجتها من الصعوبة. وأن ما بذل فى إخراج هذه المجموعة من عناية وجهد سواء فى العدد الوافر من المختارات باللغة العربية أو فى المقدمات الوافية باللغة الفرنسية لمما يجعل منها بحق كتابا دراسيا ممتازا لا من أجل المبتدئين فحسب بل ومن أجل تاريخ الأدب الجغرافى بوجه عام.
ويحفل العلم الروسى بأبحاث عديدة فى الأدب الجغرافى العربى احتل بعضها مكانة مرموقة فى تاريخ العلم مثل أبحاث فرين Fra؟hn وروزن Rosen وبارتولدBartold. ولكن الاستشراق الروسى فقير بدرجة ملحوظة فى محيط الدراسات العامة التى يمكن أن تصلح كمقدمة أو كمرجع عام للدارسين. والقسم الذى أفرده جرجاس Girgas للجغرافيا فى كتابه «عرض عام للأدب العربى» Ocherk Arabskoi Literatury (٥٠) ، والذى كان بالنسبة لزمانه (١٨٧٣) مجهودا محمودا ، لم يعد يفى بمطالب العلم الحديث بتاتا ؛ وقد احتل مكانه فى عام ١٩١١ الفصل الغنى بمراجعه من كتاب كريمسكى Krymski فى «تاريخ العرب والأدب العربى» Istoria Arabov i arabskoi Literatury (٥١) الذى يحتاج الآن إلى الكثير من الإضافات والتصحيحات. هذا وقد عرض بارتولد بما عهد فيه من الأناة والأصالة العلمية الخطوط الرئيسية لتطور الأدب الجغرافى العربى فى كتابه «تاريخ دراسة الشرق فى أوروبا وروسيا» Istoria lzuchenia Vostoka v Evrope i Rossii (١٩١١ و ١٩٢٥) (٥٢) ؛ ولا يسعنا إلا أن نعبر عن مزيد أسفنا لأن بارتولد لم يفرد لذلك أكثر من خمس صفحات. وفيما يتعلق بتاريخ الفترة الأولى للجغرافيا فثمة أهمية أساسية تنالها الفصول المعقودة لذلك فى المقدمة التى دبجها يراع بارتولد من أجل طبعته للمصنف الجغرافى باللغة الفارسية «حدود العالم» (١٩٣٠) (٥٣). أما مقالى الذى نشر عام ١٩٣٧ (٥٤) فقد كان الغرض منه إعطاء صورة سريعة للأنماط المختلفة للأدب الجغرافى وتوضيح ذلك ببعض النماذج.
ونتيجة لانعدام مرجع عام باللغة الروسية يبين الصفات المميزة للمؤلفات المختلفة فى الجغرافيا فمن المفيد الرجوع إلى الدراسات الموجودة بين أيدينا والمفردة لمعالجة موضوعات معينة ؛ فمثلا فى مقدمة كتاب بتروفسكى Petrovski «الطرق العربية القديمة فى آسيا الوسطى» Drevnie Arabskie Dorojniki po Stedneaziatskim Mestnostiam (١٨٩٤) الذى اعتمد فيه على كتاب اشپرنجرSprenger (١٨٦٤) العتيق فإنه توجد معلومات لا تخلو من فائدة للقارئ الروسى. ويمثل كتاب مدنيكوف Mednikov الضخم عن فلسطين (١٨٩٧ ـ ١٩٠٣) أهمية لا مثيل لها فى دراسة الجغرافيا العربية فقد أورد فيه ترجمات لقطع مأخوذة من خمسة وعشرين جغرافيا ؛ وعلى الرغم من أن القطع كلها تتعلق