للعالم (١). وقد اشترك فى ترجمة هذا الكتاب نفر من كبار المترجمين ، وهم ابن البطريق (٢١٥ ه) ، وحنين بن إسحاق (٢٦٣ ه) ، وأبو بشر متى بن يونس (٣٢٨ ه). وترجم معه شرح الإسكندر الأفروديسى للمقالة الأولى ، وشرح تامسطيوس للكتاب جميعه (٢). واحتفظت لنا المكتبات الأوربية بمخطوطين يشتملان على نصين لترجمة «كتاب السماء» ، متفاوتين فى الدقة (٣) ، ونشر الدكتور عبد الرحمن بدوى أحدهما منذ بضع سنوات (٤).
وما إن ترجم الكتاب إلى العربية حتى أخذ الباحثون يفيدون منه ، فاستعان به الكندى (٢٥٨ ه) والرازى الطبيب (٣٠٩ ه) فى دراستهما الفلكية والطبيعية (٥) ، وعلق عليه الفارابى (٣٣٩ ه) تعليقا لم نعثر عليه بعد (٦) ، وقد مهد ذلك كله لكتاب السماء والعالم لابن سينا (٤٢٨ ه).
٢ ـ وأما كتاب «الكون والفساد» فيشتمل على مقالتين ، واشترك فى ترجمته أكثر من واحد ، لا سيما وقد كان العرب لا يقنعون بترجمة واحدة للمؤلف الواحد ، فيترجمون عن السريانية كما يترجمون عن اليونانية إن وجدوا فيها نصا. وفى مقدمة من أسهم فى هذه الترجمة حنين بن إسحاق ، وابنه إسحاق بن حنين (٢٩٦ ه). وترجم مع كتاب «الكون والفساد» بعض شروحه القديمة ، وبخاصة شرح الإسكندر الأفروديسى ، وشرح لنامسطيوس ، وآخر ليحيى النحوي (٧). ولم نهتد إلى شىء من ذلك بعد ، ونأمل أن يكشف البحث عنه يوما.
وقد أثارت ترجمته ما أثارت من درس وبحث فى العالم العربى ، شأن مؤلفات أرسطو الأخرى. فوضع الكندى «رسالة فى الكون والفساد» (٨) ، وأشار الفارابى إلى
__________________
(١) Madlour, Le pbynique d\' Aristote dans le monde arabe, Congres de pbilosopbie medieavle, Mendola ١٩٦٤
(٢) ابن النديم ، الفهرست ، القاهرة ، ١٩٣٠ ، ص ٣٥١.
(٣) احدهما فى مكتبة باريس الأهلية تحت رقم (Fonds arabe ٢٢٨١) ، والآخر فى المتحف البريطانى تحت رقم (add.orientales ٧٢٥٣).
(٤) عبد الرحمن بدوى ـ دراسات إسلامية ، أرسطوطاليس ، فى السماء والآثار العلوية ، القاهرة ١٩٦١ ،.
(٥) ابن النديم ، الفهرست ، ص ٣٦١ ، ٤٢٠.
(٦) ابن أبى اصيبعة ، عيون الأنباء فى طبقات الأطباء ، القاهرة ١٨٨٢ ، ج ٢ ، ص ١٣٨.
(٧) ابن النديم ، الفهرست ، ص ٣٥١.
(٨) ابن أبى أصيبعة ، عيون الأنباء ح ١ ص ٢١٢.