فإذا كان كذلك فلا واجب (١) أن تكون النار تأخذ فى استحالتها ، لو كانت مستحيلة إلى عنصر آخر (٢) أخذا مستمرا فى استقامة استحالة الهوائية إليها ؛ بل يجوز أن يكون بعكس ذلك ، وهو الذي يتصل باستمرار استقامة استحالة الهوائية إلى المائية ، حتى تكون النار منعكسة باستحالتها إلى الهوائية.
وأما المقتصرون على الأرض والماء فقد جعلوا (٣) العنصر هو البرد. ومعلوم أنه لا متكون (٤) عن مجرد ماء وأرض إلا الطين ، وأن أصناف الطين لن يستغنى (٥) فى تميز (٦) بعضها عن بعض عن مخالطة الحار الطابخ. (٧) وليس (٨) إذا كان للمركب (٩) شىء به (١٠) يقبل الصورة ، وشىء به يحفظ فقد كفى ذلك ؛ فإن أقل ما يحتاج إليه المركب هو الشكل والتخطيط ، بل قد يحتاج إلى قوى وأحوال أخرى ، خصوصا فى النبات والحيوان. ولا شىء كالحار الغريزى فى إعانة القوى على حفظ النوع والشخص.
فأما أصحاب السطوح فقد غلطوا ؛ إذ ظنوا أن الانفعال (١١) أولا هو فيما يلى الشيء أولا ؛ بل الانفعال فيما من شأنه أن ينفعل. ولو كان كذلك لكان السطح يتحرك من محرك الجسم (١٢) بالملاقاة (١٣) قبل الجسم ، وكان البياض أيضا يسخن قبل الجسم ، ولكان يجوز أن تكون (١٤) نفس المماسة منفعلة بالسخونة ؛ إذ هى مؤدية إلى ذلك ، وبها تنفعل. (١٥)
__________________
(١) د : فلا أوجب
(٢) د : العنصر الآخر
(٣) سا : ـ جعلوا
(٤) م ، ط : لا يتكون
(٥) د : «أن يشفق» بدلا من «لن يستغنى»
(٦) د : «غير» بدلا من «تميز»
(٧) م : الطافح
(٨) د : فليس
(٩) م : المركب
(١٠) د : ـ به
(١١) م : الأفعال.
(١٢) د : تحرك الجسم
(١٣) ط ، د : بالملاقات
(١٤) م ، ط : يكون
(١٥) م ، ط ، د : ينفعل.