بالمداخلة التي هى محالة ، (١) فيجب أنها إذا انفكت حتى يخلص البارد من الحار ، (٢) والحار من البارد ، أن تأخذ فى كل حال مكانا أعظم وليس (٣) كذلك. فإن الانفكاك الذي يخلص الحار ظاهرا من البارد قد يتبعه (٤) ويلزمه العظم. وأما الانفكاك الذي يميز البرد فإنه ينقص الحجم نقصانا (٥) بيّنا للحس : فإن كان ظهور البرد يوجب فرط مداخلة ، والمداخلة (٦) توجب زيادة خفاء ، (٧) فيكون الاستعلان استخفاء.
على أن المداخلة تقضى على (٨) المتداخلين بحكم واحد. فإن حكم كل واحد منهما من الآخر حكم الآخر منه.
وإن كان (٩) الكامن كامنا بالمجاورة فلا محالة أن للكامن حيزا يختص به ، وأن (١٠) الكامن باطنه ضد ظاهره ، أعنى باطنه الجرمى وليس هذا بموجود (١١) فى الحس ، وليس هذا الوجود إلا وجودا حسيا. فليس هذا بموجود أصلا. ثم ما بال الماء مثلا إذا أراد أن يبرز الكامن منه (١٢) من الهواء احتاج ذلك الهواء إلى مكان أعظم من المكان الذي احتاج إليه وهو فى الماء؟ ومعلوم أنه إذا كان على حجمه وقدره (١٣) المتقدم لم يحتج إلا إلى مثل مكانه. فلا يخلو إما أن تزداد (١٤) تلك الأجزاء حجما ، أو يحدث هواء جديد ، (١٥) أو يقع (١٦) خلاء.
لكنها إن ازدادت حجما فقد (١٧) يعرض (١٨) (١٩) للأجزاء المذكورة أن ينفعل (٢٠) بغير (٢١) التميز ، (٢٢) وهذا خلاف أصل المذهب. ولا محالة أن ازدياد حجمها تابع لانفعال يعرض لها ، أو مقارن يقارنها. وظاهر أن (٢٣) العلة لذلك هو التسخين ، وهذا إثبات للاستحالة. وليس (٢٤) للاستحالة عندهم وجه إثبات.
وإن صار الهواء أكبر هواء مضاف إليه حدث فقد حدث هواء جديد ؛ ولزم (٢٥)
__________________
(١) سا : مخالطة محالة (٢) م : ـ والحار سا : فإنه
(٣) د : فليس (٤) م : فيتبعه وفى «ب» : فقد يتبعه
(٥) م : نقصا (٦) د : مداخلته
(٧) م : حقا (٨) بخ : تفضى إلى
(٩) ط : فإن ، ب : وإذا كان (الأولى والثانية)
(١٠) ط : فإن ، ب : وإذا كان (الأولى والثانية)
(١١) د : الموجود (١٢) ب : فيه من
(١٣) م : قدرة (١٤) م ، ط : يزداد.
(١٥) سا. هواء جديدا
(١٦) سا. ويقع ـ ب : وإذا كان
(١٧) د : ـ فقد (١٨) م : فقد عرض
(١٩) ب : فكان يعرض وفى ط. نعرض وفى سا. عرض
(٢٠) م ، ط ، د : ينفعل (٢١) د : تغير
(٢٢) م : التمييز (٢٣) ب ، د : ـ أن
(٢٤) م : فليس (٢٥) م : ويلتزم