وما لم (١) يدخل فى حشوه ، بعد ذلك ، شىء فمن المحال أن يكون باطنه لا يسع غيره ، بحيث ينشق عنه ؛ بل إنما يكون لا يسعه ، بحيث لا يدخل فيه. فإن دافع فإنما يدافع المداخل. (٢) فيجب إما أن يقل الإناء ، وإما أن يشقه حيث المدخل. وربما كان الإقلال أيسر مؤونة من شق آنية من حديد أو نحاس. (٣) فلم لا يقل ، بل يشق فى موضع غير مدخله؟
وأنت إذا تأملت تولّد نفاخات الغليان (٤) المحشوة (٥) جرما مندفعا إلى فوق ينشق عنه الغالى ، ويتفشى (٦) هو فى الجو ، تولدا بعد تولد ، بحيث لو جمع حجم (٧) الجميع لبلغ أمرا عظيما ، صدقت (٨) بأن ذلك ليس لنار (٩) تداخله ، (١٠) وصدقت بصحة القول بالاستحالة في الكيف ، والاستحالة (١١) فى الكم ، ورأيت الشىء يصير أضعافا مضاعفة بنفسه من غير زيادة جرم عليه.
__________________
(١) م : ما لم
(٢) د : المدخل
(٣) د : أو نحاس.
(٤) سا : الغليات
(٥) م : المحسوبة
(٦) ط : وينتفش ، وفى د : وينشق
(٧) سا ، د : حجمه.
(٨) م : صدقت أن
(٩) د : لناء
(١٠) م ، ط : يداخله
(١١) م : فالاستحالة ، وفى سا : فى الاستحالة.