أن لا تركيب إلا وهو (١) أحد هذه العناصر أو المركبات منها. والماء إذا صار هواء (٢) صار (٣) أعظم حجما ، وصارت المثلثات أكبر. فكيف يكون ذلك إلا أن يكون قد تخللها جسم غريب ، فلا يكون ذلك هواء بسيطا ، أو يكون قد تخللها خلاء تباعدت به تباعدا يحصل به الحجم الهوائى؟ فيلزم من ذلك أن يكون نوع من الجمع والتفريق (٤) يوجب أن يكون بين الأجرام (٥) بعد فلانى محدود ، ونوع (٦) آخر يوجب خلافه ، حتى يكون الجمع (٧) والنضد (٨) والتأليف نفسه مما يوجب (٩) فى طباع تلك الأجرام أن يهرب بعضها من بعض هربا إلى بعد غير (١٠) محدود ؛ فيحدث لها حركات عن طبائعها ، لا عن قاسر هى حركات متضادة متخالفة بها ينبسط إلى حد محدود ، وهذا كله محال.
فإن كان الماء إنما كان ماء من (١١) قبل أن صار هواء بأشياء تخلفت (١٢) الآن عند استحالته (١٣) هواء ولم يستحل (١٤) هواء ، وتلك الأشياء المتخلفة (١٥) كانت هى الجامعة المفرقة ما بين الأجزاء التي تباعدت عند استحالتها هواء ، فلم يستحيل (١٦) الهواء مرة أخرى من غير أن يكون فيه تلك المتخلفات ، ومن غير أن يأتيها شىء من خارج؟
ثم إن كانت التراكيب من هذه الأجرام من غير أحوال وشروط أخرى وحدود توجب (١٧) الطبيعة تقديرها على حدود محدودة (١٨) من القرب والبعد توجب مغايرة فى الطبائع فواجب ، ضرورة ، أن يكون التغاير في الطباع غير متناه ضرورة ؛ لأنه وإن كان لنا أن نجعل لكل طبيعة حدا فى اللطافة والتخلخل ، وفى وقوع الخلاء فى خلله فلذلك الحد عرض إذا تعداه صار فى تخوم غيره. فيكون كل واحد من ذلك متناهيا ، لا سيما إن كانت (١٩) العناصر هى (٢٠) الأربعة على ما سلموها ، وكان لكل منها فى ذلك منها (٢١) حد (٢٢) لا يعدوه ، (٢٣) فكانت (٢٤) الحدود ، ولا محالة ، محدودة (٢٥) بين أطراف. (٢٦)
__________________
(١) د : ألا هو (٢) م : ـ طار هواء
(٣) م : صارت (٤) د : والتقدير
(٥) ب : به للاجرام ـ م : ثلاثى
(٦) د : محدد أو نوع
(٧) سا ، د : يصير الجمع
(٨) م : والفضل (٩) د : بما يوجب
(١٠) د : ـ غير (١١) م+ فلأن كان الماء إنما كان ماء من
(١٢) : تختلف (١٣) ط : عن استحالته
(١٤) ـ م : يستحيل
(١٥) م : المختلفة (١٦) م : يستحل
(١٧) م ، ط : يوجب
(١٨) د : حد محدود م ، ط : يوجب
(١٩): ـ كان (٢٠) م ، سا : ـ هى
(٢١) م ، سا : ـ منها (٢٢) م : حدا من م ، سا ، د : فلذلك.
(٢٣) م ، ط : يتعداه (٢٤) م ، ط : وكانت. ط ، لا محاله
(٢٥) سا ، ب : معدودة (٢٦) م : من أطراف.