وأما كون هذه الأجزاء غير متناهية ، وخصوصا على قول من يقول إن صورها متناهية ، فإن ذلك بيّن البطلان مما قيل فى أمر غير المتناهى.
فأما الذين يعترضون على هؤلاء ، ويقولون أن الاجتماع والافتراق (١) لا يغير (٢) الطبائع والصور ، كما أن الذهب إذا سحل (٣) ثم جمع فإن هذا ليس باعتراض صحيح. فإنهم يقولون إن السحل (٤) لا يرد الذهب إلى أول التأليف الذي يكون به ذهبا ؛ بل هذا الذهب المحسوس عندهم ذهب كثير وهذا الماء المحسوس عندهم (٥) مياه كثيرة متجاورة ، (٦) وإن أول اجتماع ذهبى ودمائى غير محسوس ، (٧) فكيف (٨) يحس بالتفريق إذا وقع فيه. وتركيب (٩) الترياق من أدوية مختلفة يحدث فيها صورة الترياقية بالاجتماع ، ثم لا يقدر بعد امتزاجها (١٠) على أن يقسمها الحس ، (١١) البتة ، قسمة بحيث (١٢) تخرج الأقسام عن الترياقية؟ وليس فى ذلك أن الترياقية لم (١٣) تحدث عن اجتماع وامتزاج.
وكذلك الذي يقال لهؤلاء إن الهواء لا شكل له (١٤) والماء لا شكل له ، وإنه يقبل كل شكل. أما أولا فهو كاذب. (١٥) فإن الماء إذا لم يعرض له عارض باللقاء تشكل (١٦) كريا.
وكذلك الهواء وجميع البسائط.
وأما ثانيا فإن هؤلاء (١٧) إنما يوجبون الشكل المذكور للماء الواحد بالتأليف الأول ، وما بعد ذلك فلا يمنعون البتة أن تتألف الجملة الكثيرة منه على أشكال يتفق لها ، ولا يوجبون لمجموع (١٨) المياه شكلا يوجبونه (١٩) لأول تأليف المياه. (٢٠)
وكذلك ما قيل من أن الجسم السائل (٢١) ينعقد حجرا ، والمتحجر يستحيل ماء من غير
__________________
(١) م : ـ والافتراق (٢) م : بغير
(٣) فى جميع النسخ : كل سحل ومعناه قشر ، وفى ط : سهك.
(٤) م : الثمل (٥) م : ذهب كثير وهذا الماء المحسوس عندهم
(٦) م : متجاوزة (٧) د : إما فى غير محسوس
(٨) م : وكيف (٩) م ، سا : تركيب ، وفى ط : ويتركب.
(١٠) ط : امتزاجها+ واجتماعها
(١١) ب ، د : للحس
(١٢) م : ـ بحيث (١٣) م ، ب ، ـ لم.
(١٤) م : ـ والماء لا شكل له
(١٥) سا : فهذا كاذب
(١٦) م : يشكل ، وفى «ط» يتشكل.
(١٧) د : أولا (١٨) ط : مجموع
(١٩) ط : يوجبون (٢٠) سا : الماء
(٢١) م : يسيل.