الفصل السادس
فصل فى
الفرق بين الكون والاستحالة
قد علم أن غرضنا فى مناقضة هؤلاء إنما كان بسبب تفصيل (١) أمر الكون والاستحالة ، ثم أحوجنا ، لذلك ، (٢) إلى أن تكلمنا فى أمر العناصر ، وناقضنا مذاهب فى العناصر بعين (٣) مناقضتنا إياها على غرض لنا آخر ، وهو معرفة العناصر. والأولى بنا (٤) أن نقدم ، (٥) أول شىء ، أمر الكون والاستحالة فنقول :
إن المشاهدة تؤدى (٦) بنا إلى أن نحكم بأن ماء سيالا يتحجر. (٧) وقد دلت التجربة على أن (٨) قوما يسيلون الحجارة ماء ، ويعقدون المياه حجارة ، وأن الهواء الصافى من غير انجذاب (٩) بخارات (١٠) إليه ينعقد سحابا ، فيسيل ماء وثلجا. وهذا شىء يشاهد فى قمم الجبال الباردة ، وقد شاهدنا الهواء الصافى أصفى ما يكون. وبالجملة ، على ما يكون فى الشتاء من الصفاء ، ينعقد دفعة من غير بخار يتصعد إليه ، أو ضباب ينساق (١١) نحوه ؛ فيصير سحابا أسحم ، ويلقى الأرض ويرتكم (١٢) عليه ثلجا بكليته ، ومقدار ذلك (١٣) مقدار رمية فى رمية ، (١٤) فيعود الهواء (١٥) صافيا لحظة ، ثم ينعقد. ويدوم (١٦) هذا الدور حتى إنه ينتضد ، من هذا (١٧) الوجه ، على تلك البقعة ثلج عظيم ، لو سال لغمر واديا كبيرا ، وليس إلا هواء استحال ثلجا وماء
__________________
(١) م : تفضيل (٢) د : أخرجنا لذلك
(٣) سا : تعين ، وفى «د» : بغير م : ـ والأولى بنا سا
(٤) ط ، د : ـ بنا (٥) م : يقدم
(٦) ط : يؤدى (٧) سا : لا تتجر ، وفى م : تتحجر
(٨) د : «وأن» مكررة
(٩) م ، سا : انحياز ، وفى «د» : الجذاب
(١٠) ط : بخارات البتة. (١١) سا : «ينساق» بدلا من «ينشاقى»
(١٢) م ، سا : ويتركم (١٣) ب ، د : ـ مقدارا الثانية
(١٤) م ، سا : ـ فى رمية (١٥) ط ، د : فيصير الهواء
(١٦) م ، سا : ويلزم (١٧) سا : فى هذا.