وقد يوضح القدح فى الجمد مهندما (١) فيه ، ويترك فلا يزال يجتمع على صفحته الباطنة من القطر ، اجتماعا بعد اجتماع ، حتى يمتلئ ماء. وليس ذلك على سبيل الرشح. فإن الرشح (٢) من الماء الحار (٣) أولى. وأيضا فإن هذا القدح ، (٤) أو آلة أخرى تجرى (٥) مجراه ، إذا لم يهندم كله فى الجمد ؛ بل بقى منه طرف مجاوز ، (٦) لا على الجمد ، اجتمع أيضا على طرفه القطر ؛ لأن البرد ينتهى إليه. فيكون ذلك على سبيل إحالة الهواء ماء على سبيل الرشح ؛ (٧) إذ الرشح تكون حيث يلاقى الإناء الراشح فقط. وربما كان ذلك الجمد لم يتحلل منه شىء ولم يعدم ؛ بل كلما كان الجمد أبعد من التحلل (٨) كان هذا المعنى أغزر ، وبعكس هذا يستحيل الماء هواء بالتسخن. (٩)
وأما استحالة الأجرام نارا فمثل الكير إذا ألح عليه بالنفخ وخنق الهواء ، فلم يترك (١٠) أن يخرج ويدخل ؛ فإنه ، عن قريب ، يستحيل ما فيه نارا محرقة.
وقد علمت كيف يستحيل دهن البلسان فى (١١) دفعة واحدة نارا. وليس ذلك إلا باستحالة ما فيه (١٢) من العناصر. والحطب إذا كان رطبا عصى النار ، (١٣) فاجتمع منه دخان كثير هو (١٤) الأجزاء العاصية منه. وإذا كان يا بسالم يجتمع منه شىء ، أو كان قليل الاجتماع بالنسبة إلى ما يجتمع من الرطب. وليس يمكن أن (١٥) ينسب هذا إلى أن الأجزاء الأرضية فى الرطب (١٦) أكثر ، فالثقيل (١٧) (١٨) الذي يصعد بالقسر فيه أغزر ، فإنه ربما كان اليابس أثقل ، ويكون (١٩) ما يندخن (٢٠) منه (٢١) وما يترمد (٢٢) جميعا أقل ؛ بل المائية عسرة الاستحالة إلى النار (٢٣) لشدة المضادة ، ومانعة (٢٤) لما يقارنها من الاستحالة ، والأرضية اليابسة أشد استحالة إلى النارية
__________________
(١) م : متنهد ما (٢) ط : إذ الرشح
(٣) م : الماء الحاد
(٤) م : القدح وله وفى ب ، د : وآلة
(٥) م ، ط م يجرى د : مجراها (٦) ط ، د : مجاور د : ـ على الجمد اجتمع أيضا على
(٧) م : شىء إليه د : لا على سبيل الرشح
(٨) م : فى التخلخل. (٩) د : للتسخين.
(١٠) م ، د : ينحى عليه ب ، د : ولم يترك د : ويحرق ، وفى د : وحرق
(١١) م ، سا : ـ فى (١٢) د : الاستحالة ما فيه
(١٣) د : ـ النار (١٤) سا : هى
(١٥) م ، سا ، ط : ـ أن
(١٦) م : الرطبة (١٧) د : فالثقل
(١٨) د : ثقل (١٩) م : فيكون
(٢٠) م : يتسخن (٢١) د : ـ منه ، وفى ط : عنه
(٢٢) م يتبرد د : عسيرة (٢٣) سا : النارية
(٢٤) ب. مانعة