وكل جرم يقبل كله أو بعضه الكون والفساد فليس بأزلى أما إن قبل (١) بكليته (٢) فلا شك فيه. وإن قبل جزء منه ، وهو مشارك له فى نوعه ، فطبيعة نوعه (٣) قابلة للكون والفساد.
وقد بينا من قبل أن (٤) ما كان كذلك فليس غير كائن ؛ وما ليس غير كائن مما هو موجود فليس بأزلى. (٥) فعناصر الكون والفساد غير أزلية ، بل (٦) وجودها عن كون (٧) بعضها من بعض.
فحرى بنا الآن أن نتعرف (٨) الفعل والانفعال كيف يجرى بين هذه. (٩)
والفعل فى هذا الموضع يعنى (١٠) به تحريكا فى الكيف ويعنى بالانفعال (١١) تحركا (١٢) فيه ، على نحو ما علمت من صورة ذلك فى مواضع (١٣) أخرى. فنقول إن ذلك يكون بمماسة. (١٤) فانه (١٥) لو لم يكن بسبب مماسة لم يخل إما أن يكون بنسبة أخرى وضعية (١٦) ، أو (١٧) يكون كيف اتفق.
ولا يجوز (١٨) أن يقال إن ذلك كيف اتفق ، وإلا لكان الجرم يسخن قبلنا مما يسخنه قبلنا (١٩) بالمضادة ، كيف (٢٠) كان وضعه منه. فكان الجسم يسخن لأن نارا مثلا موجودة تبعد عشرين فرسخا عنه.
فأما إن كان على نسبة وضع آخر غير المماسة يقتضى نوعا من (٢١) المحاذاة والقرب (٢٢) فإن المتوسط ، إذا كان لا يسخن ولا يبرد ، (٢٣) لم يسخن المنفعل إلا بعد أيضا ، ولم يبرد.
وإن سخن المتوسط فهو المؤثر القريب ، ويؤثر بمماسة (٢٤) لا محالة.
فالفعل والانفعال إنما يجرى بين الأجسام التي عندنا الفاعل بعضها فى بعض ،
__________________
(١) م : قيل (٢) ط : إما أن يكون قبل بكلية
(٣) م : ـ فطبيعة نوعه (٤) د : ـ أن.
(٥) د : ليس أزلية (٦) د : ـ بل ،
(٧) م : من كونه (٨) م : يتعرف
(٩) م : من هذه. (١٠) سا : فنعنى (الأولى)
(١١) م : والانفعال يعنى به
(١٢) م : تحريكا (الثانية) د : ـ فيه
(١٣) م : سا يوضع (١٤) م : مماسة
(١٥) د : فإنه أن (١٦) م : وصفية
(١٧) م : ـ إن (١٨) د : اتفق ويجوز.
(١٩) د : ـ مما يسخنه قبلنا (٢٠) ط : وكيف. م : موجودة بعد
(٢١) م : ـ عنه (٢٢) ط : المحازات أو الغرب
(٢٣) د : ولا يبرد لم يسخن د : ولم يرد
(٢٤) م : مماسة.