المزاج ، وهذا الاجتماع يسمى الامتزاج. فإن وقع اجتماع (١) كما بين دقيق الحنطة والشعير ، ولم يجر (٢) فيما (٣) بينهما فعل أو انفعال فلم يسم (٤) ذلك امتزاجا ، (٥) بل تركيبا واختلاطا. ومن الناس من يستعمل فى هذا الموضع (٦) لفظة الاختلاط مكان لفظة الامتزاج.
ثم قد أجمع المشاءون (٧) عن آخرهم أن الامتزاج لا يقع إذا كان البسيطان محفوظين ، ولو كانت البسائط تحفظ (٨) على حالها لما كان يوجب اجتماعهما لحمية أو عظيمة ؛ بل لكان المركب إنما تخفى (٩) بسائطه حسا ، وهى موجودة فيه ، حتى (١٠) لو كان الحس البصرى (١١) في غاية القوة على (١٢) الإدراك ، لكان ذلك الإنسان يرى فى اللحم ماء وأرضا ونارا وهواء متميزات. (١٣) فلا يكون حينئذ اللحم بالحقيقة لحما ؛ بل بحسب رؤية (١٤) إنسان دون إنسان. قالوا : ولا إذا فسد أحدهما ، ولا إذا فسد كلاهما ؛ فإن الفاسدين (١٥) لا يصلح أن يقال لهما ممتزجين ، ولا الفاسد والباقى. (١٦) (١٧)
ثم (١٨) قال المعلم الأول ، (١٩) بعد ذلك ، فالممتزجات (٢٠) ثابتة بالقوة. وقال (٢١) ولكن الممتزجات (٢٢) قوتها ثابتة ، وعنى بالقوة الفعلية التي هى الصورة ولم يعن أنها (٢٣) تكون موجودة بالقوة التي تعتبر (٢٤) فى الانفعالات (٢٥) التي تكون للمادة في ذاتها. فإن الرجل إنما أراد أن يدل على أمر يكون لها ، مع أنها لا تفسد. وإنما يكون ذلك إذا بقيت لها قوتها التي هى صورتها الذاتية. (٢٦) وأما القوة التي بمعنى (٢٧) الاستعداد فى المادة فإنها تكون مع الفساد والرجوع إلى المادة ، (٢٨) أو قد (٢٩) تكون مع الفساد. فإنها لو فسدت (٣٠) أيضا لكانت ثابتة بتلك القوة. فإن الفاسد (٣١) هو ، بالقوة ، بشيء الذي كان أولا ، ويرجع (٣٢) إليه.
ولكن (٣٣) المفسرون (٣٤) يتبلبلون فى ذلك بسبب اضطرارهم فى التفرقة بين الصور
__________________
(١) م : فإن ـ وقع اجتماع ـ ب : وقع امتزاج
(٢) د : لم يجر (٣) م ، سا : ـ فيما
(٤) م ، سا : لم يسم (٥) م : ـ امتزاجا
(٦) م : الوضع (٧) ب ، ط ، د : المشاءون ـ م اجتمع
(٨) م ، ط : يحفظ (٩) م ، ط : يخفى
(١٠) ط : حتى+ أنه (١١) م : الجسد البصرى
(١٢) د : ـ على (١٣) م : مميزات
(١٤) م : يجب رؤية (١٥) سا : وإن الفاسدين
(١٦) ط : من ولا الباقى (١٧) سقط من م : «وقالوا : ولا إذا» إلى قوله «والباقى»
(١٨) سا : ـ ثم (١٩) د : العلم الأول
(٢٠) سا : بل الممتزجات (٢١) ط : أو قال
(٢٢) د : للممتزجات (٢٣) م : لم يبن أنها فى «د» : ولم يغن
(٢٤) د : يعسر ، وفى سا ، بصير
(٢٥) سا : بالانفعالات (٢٦) د : بالذاتية
(٢٧) د : التي تعنى
(٢٨) د : ـ والرجوع إلى المادة أو قد كور مع الفساد وقد شطبت هذه الكلمات من نسخة ط
(٢٩) م قد (٣٠) د : وإنما لو فسرت (٣١) د : الفساد
(٣٢) د : يرجع (٣٣) سا : لكن (٣٤) م : المفسرون