والأعراض الدالة (١) على التفرقة بين الصور (٢) الطبيعية لهذه الأجرام وبين كيفياتها. ولظنهم أن هذه الكيفيات كلها أو بعضها صور (٣) لهذه الأجرام ، مع أنها تقبل (٤) (٥) الاشتداد والضعف ، فيقول أمثلهم طريقة : إن كيفياتها تكون محفوظة ومكسورة السورات ، (٦) فتكون (٧) الأجسام بالقوة خوالص.
فلننظر فى قولهم هذا ، فنقول : لا يخلو إما يعنوا بها ، وهى مثلا ماء وأرض ثابتة بالقوة ، (٨) ماء وأرضا (٩) ، أو على حكم كمالات الماء والأرض.
فإن جعلوها بالقوة ماء وأرضا فقد فسدت. لسكنهم يقولون إنها لا تفسد ؛ بل سوراتها تنكسر (١٠) وحمياتها تضعف. ومع ذلك فإن بعضهم يرى أن النار العنصرية غير ذات سورة. ولا محالة أن سوراتها تنكسر (١١) بتغير. وذلك التغير إما أن يكون لسلخ الماء ، مثلا ، الصورة (١٢) المائية ، حتى يصير لا ماء ، أو مع بقاء الصورة (١٣) المائية حتى يكون الماء ماء والأرض أرضا. فإن صارت بهذا التغير (١٤) غير ماء وغير أرض فهذا فساد. وإن كان الماء ماء (١٥) والأرض أرضا ، ولم تبطل (١٦) عن كل واحد منهما صورته التي (١٧) إذا بطلت لم يكن (١٨) ذلك ماء ، وهذا أرضا ، لم تكن الاستحالة فى طبيعة النوع ، وخصوصا وقد سلموا أن الصور الجوهرية (١٩) لا تقبل الأشد والأضعف ..
وإن (٢٠) كانت الأرض قد انتقصت أرضيتها حتى صارت أرضا ناقصة ، وكانت (٢١) الأرضية تقبل الأشد والأضعف ، فإنما تنتقص (٢٢) أرضيتها لا محالة ، بدخول طبيعة أخرى ، لو لا دخولها كانت تلك الطبيعة خالصة. والآن إنما دخل شطر منها ، فتكون (٢٣) مع أنها أرض ناقصة ، شيئا آخر كنار أو ماء مثلا ناقصا ، فيكون شىء واحد نارا أو أرضا (٢٤) معا
__________________
(١) ـ م : الدال (٢) م : الصورة
(٣) م ، سا : صورة
(٤) م : يقبل (٥) ط : لا تقبل
(٦) م السوارب (٧) م ، ط : فيكون
(٨) د : ـ أو ثابتة بالقوة. (٩) م : + أو ثابتة بالقوة ماء وأرضا
(١٠) م : ينكسر
(١١) د : ـ «وحمياتها تضعف» إلى قوله : «ولا محالة أن سوارتها تنكسر»
(١٢) ط : للصورة (١٣) ط : بقاء صورة
(١٤) سا : عند التغير (١٥) د : ـ ماء
(١٦) م ، سا ، ط : لم تبطل م : صورة
(١٧) م ، ـ التي (١٨) م : يكن
(١٩) ط : الصورة الجوهرية. (٢٠) م ، سا : فإن
(٢١) م ، د : كان (٢٢) ط : وانما نقص وفى «م» : نقصت ، وفى «ب» سا : نقص
(٢٣) م ، ط : فيكون (٢٤) ط ، د : نارا وأرضا