كماله الثاني ، أنه مثلا بارد بالفعل ، ركنا من أركان (١) العالم كاملا ؛ ومن جهة أنه انكسر بالمزاج أسطقسا فى المركب. وكلما كانت الأجزاء أشد تصغرا (٢) كان أقرب إلى المزاج ؛ لأن كل واحد يكون أذعن للانفعال عما يكيفه (٣) ، ويكون كل واحد أوصل فى التأثير إلى كل (٤) واحد. فلذلك (٥) ما كانت الرطوبة أسهل امتزاجا (٦) إذا لم تكن لزجة. (٧) فإن اللزجة أعسر انفصالا (٨) وانقساما. وأما الكبير (٩) مع الكبير فمما يعسر وقوع الانفعال بينهما (١٠) لضد ما قلناه (١١) (١٢) فى الصغير. والكبير مع الصغير (١٣) يفسد الصغير ، ولا يختلط به. (١٤) وربما كان الصغير يؤثر فى الكبير (١٥) من غير أن يكون له قدر محسوس ، حتى يقال إنه قد (١٦) اختلط به ، كما يفعله أصحاب دعوى الإكسير. فإنهم يبيضون (١٧) نحاسا كثيرا برصاص مكلس (١٨) يسير ، وبزرنيخ مصعد يسير ، فيكون كأنه يفعل فيه بلا زمان ويختلط به.
__________________
(١) م : «ركنا من أركان» شبه مطموسة
(٢) ط : تصغيرا
(٣) سا : يكفيه ، وفى «م» يكتنفه ، وفى سا : يكفنه
(٤) م : عن كل
(٥) سا ، د : فكذلك
(٦) ب : امتزاجيا
(٧) م : لزوجة
(٨) م : انفعالا.
(٩) م : ـ مع الكبير
(١٠) م : بيتها
(١١) ط : ـ «امتزاجا إذا لم يكن» حتى قوله : «ما قلناه» م :
(١٢) د : قلنا
(١٣) د : الصغر
(١٤) د : ولا يحيط به.
(١٥) م : ـ يؤثر فى الكبير ـ ط : مؤثرا
(١٦) د ، ب : ـ قد
(١٧) د : ييضوا.
(١٨) سا : كلس.