اتفاقا. ولو كان كذلك (١) لكان ذلك الأقل ، (٢) ولم يكن كل مثل ذلك التركيب موجبا (٣) لاختلاف ذلك التميز ، وكان يمكن أن يوجد من اللحوم لحم من نوعه يقطر كله ، أو يرسب كله ، ولا يقطر. وكذلك كان يجب أن لا يكون التحليل (٤) معينا للحيوانات (٥) والنبات بإفناء مادة وإبقاء مادة ، أعنى فناء المتحلل الرطب ، وإبقاء اليابس.
ثم لننظر أن هذه العناصر ، إذا اجتمعت ، (٦) فما الذي يبطل صورها الجوهرية. فلا يخلو إما أن يظن (٧) أن النار ، مثلا ، تبطل (٨) صورة الأرض منها ، (٩) أو شىء خارج عنها ، يكون ذلك الشىء من شأنه أن يبطل صورتها إذا اجتمعت. فإن كانت النار تبطل صورة الأرض (١٠) ، فإما أن تكون (١١) مبطلة لصورة الأرض وناريتها موجودة ، أو مبطلة وناريتها معدومة.
فإن أبطلت ، والنار معدومة ، فيكون إبطالها الصورة الأرضية بعد عدم النارية أو مع عدم النارية. (١٢) وعدم ناريتها فى هذا الموضع إنما هو أيضا بسبب الأرض. والكلام فى ذلك هو الكلام بعينه. فيكون حاصل ما ذكرناه أنه لما عدمت النارية والأرضية (١٣) أبطلت (١٤) إحداهما صورة الأخرى ، (١٥) وهذا محال.
وإمّا أن يكون شىء آخر خارج هو الذي يبطل صورة كل واحد (١٦) منهما (١٧) إذا اجتمعت.
فإن كان يحتاج فى أبطال الصورة النارية ، مثلا ، وإعطاء (١٨) الصورة الأخرى ، إلى الأرض ، والأرض موجودة ، أو الأرض (١٩) معدومة ، فقد دخلت الأرض فى هذه المعونة ، وعاد الكلام من رأس.
وإن كان لا يحتاج فلا حاجة إلى المزاج فى سلب الصورة النارية وإعطاء الصورة الأخرى ؛ بل البسيط يجوز أن تتكون (٢٠) عنه الكائنات بلا مزاج.
__________________
(١) م ـ ذلك ـ م : د (٢) سا : لكان ذلك بالأقل
(٣) سا ، ب ، ط ، د : التركيبات موجبة.
(٤) ط : مغنيا ، وفى سا : مقسا (٥) د : للحيوان
(٦) د : إذا امتزجت. (٧) سا : نظن
(٨) م ، ط : يبطل (٩) سا : عنهما
(١٠) د : ـ «منها أو شىء» إلى «صورة الأرض»
(١١) د : ـ تكون ، وفى م ، ط : يكون
(١٢) م : ـ أو مع عدم النارية : (١٣) بخ : أو الأرضية
(١٤) د : أبطل.
(١٥) سا ، ب ، ط : أبطل أحدهما صورة الآخر
(١٦) د : واحدة (١٧) م : منها
(١٨) سا : وإعطائه (١٩) م : أو للأرض
(٢٠) م ، ط : يتكون