ولم يلتصق كمادة الاستسقاء الزقى (١) لم يكن غذاء بالفعل (٢) نافعا فى كمال أحواله ؛ بل يجب أن يتشبه ويلتصق معا ، حتى يغذو (٣) غذاء طبيعيا.
والغذاء الأول ، أعنى التشبه بالقوة هو (٤) جوهر لا محالة. فإنه يستحيل أن يكون غير الجوهر جوهرا بالقوة. ويجب أن يكون جوهرا غير ممتنع عن أن يكون له مقدار طبيعى ، وإلا لم يتكون عنه جسم طبيعى. فلا يخلو (٥) إما أن يكون ذلك (٦) له بالفعل عند ما هو شبيه بالقوة ، أو يكون بالقوة. فإن كان بالقوة فهو هيولى مجردة ، ويستحيل قوامها إلا مقارنا (٧) لصورة (٨) جسمانية. فهى (٩) إذن ، تكون (١٠) مقارنة (١١) لصورة جسمانية ، وتلك الصورة الجسمية تزول (١٢) عند قبولها هذه الصورة.
ولا نطول الكلام فى بيان أن تلك الصورة تكون (١٣) صورة جسمية له ، لا لغيره ، وإلا كان مع هذه الهيولى هيولى أخرى (١٤) فى صورة واحدة ، وصار جسمان فى جسم ، وغير ذلك.
فليس إلى ذلك (١٥) للمحصلين حاجة ؛ بل يكفينا أن نعلم أن تلك الهيولى ، لمّا قارنتها صورة جسمية ، قبل هذه ، فقد كانت الجسمية موجودة لها قبل ، وكان الشبيه (١٦) بالقوة جسما بالفعل ، (١٧) ولا يجوز أن يكون الجسم الكلى العام ؛ فإن ذلك لا وجود له إلا فى الوهم ؛ بل هو جسم ما شخصى. فغذاء كل جسم شخصى ، ومبدأ إحالة الغذاء (١٨) موجود فى المغتذى ؛ لأن القوة المشبهة موجودة فيه ؛ ومبدأ النمو ، وهو الذي يلصق بالنامى ما هو (١٩) يزيد فى كميته ، هو أيضا فى النامى. لكن كمية الغذاء شىء يصير أيضا كمية المغتذى أكبر (٢٠). فهو (٢١) أيضا مبدأ للنمو ، وهو فى الغذاء.
__________________
(١) د : الذقى ، وفى «سا» اللحمى
(٢) د : بالعقل (٣) ط ، سا : يغدو
(٤) م : هى (٥) د : فلا يخلوا
(٦) ط : له ذلك (٧) د : لا مقارنا
(٨) م : مقارنة بصورة (٩) ب وبخ : وهى
(١٠) م : ـ تكون (١١) ط : يكون مقارنته
(١٢) م ، ط : يزول (١٣) د ، سا : ـ تكون
(١٤) د : هيولى آخر (١٥) م : فى ذلك
(١٦) ط : + وكان بقى أن الشبيه
(١٧) جميع النسخ ما عدا م ، ب : جسم ، وهنا زيادة فى ط : وكان الشبيه بالقوة يصير جسما بالفعل
(١٨) م ، ط : حالة الغذاء
(١٩) م : ـ هو (الثانية) (٢٠) م ، د : أكثر
(٢١) سا : وهو ـ سا : ـ أيضا (الثانية)