وكذلك إن كانت (١) من الكيفيات كيفيات ، مثل الثقل والخفة ، لا تقع فى الفعل والانفعال ، (٢) فلا تكون داخلة فى الفصول التي بها تصير (٣) الأجسام البسيطة أسطقسات (٤) من حيث تصير أسطقسات.
ثم إن الكيفيات المنسوبة إلى اللمس (٥) مختلفة المراتب. فليس كلها فى درجة واحدة ؛ بل بعضها (٦) أقدم من بعض. ويشتمل على جملتها هذا التعديد ؛ وذلك أن الكيفيات الملموسة هى الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة ، واللطافة والغلظ ، واللزوجة والهشاشة والجفاف والبلة ، والصلابة واللين ، والخشونة والملاسة.
واللطف يقع على معنيين : أحدهما رقة القوام ، والآخر قبول القسمة إلى أجزاء صغيرة جدا. والغلظ يقابلهما (٧) ويشبه أن يكون التخلخل مشابها للّطيف (٨) بالمعنى الأول ، إلا أن التخلخل يستدعى معنى زائدا على الرقة ، وإن كان تابعا لها ، (٩) حتى تكون الرقة تدل عليه دلالة الملزوم. (١٠)
والتخلخل يدل عليه دلالة المتضمن. (١١) وذلك لأن التخلخل هو اسم واقع على معنيين.
أحدهما : أن تكون المادة انبسطت فى الكم مترققة. (١٢) فيتضمن هذا المعنى مع الرقة ازدياد حجم ، وتكون (١٣) فيه إضافة إلى (١٤) شىء آخر ، أو غير يكون (١٥) أصغر حجما.
وأما (١٦) الآخر فكالماء (١٧) للهواء. (١٨) أما الغير فكالماء الواحد لنفسه ، إذا كان اشد تكاثفا فصار أشد (١٩) تخلخلا ، ولو لم تكن هذه (٢٠) الإضافة لكان الأولى بالمعنى اسم اللطافة والرقة.
ويقال نخلخل لتباعد أجزاء الجسم بعضها عن بعض على فرج يشغلها ما هو ألطف من الجسم ، وتكون (٢١) جملة الاتصال بينها (٢٢) لم تفقد ؛ بل بين أجزائها تعلق ثابت ،
__________________
(١) د : لا ينفعل سا : كان : (٢) م : الانفعال والفعل
(٣) ط : يصير (٤) م ، ب : استقصات
(٥) د : اللمسى (٦) م : فإن بعضها :
(٧) سا ، د : يقابلها (٨) ط : للطف
(٩) م : تابعا له (١٠) م : لا له الملزوم
(١١) م : على دلالة (١٢) م : مترفقة
(١٣) م ، سا ، د : يكون (١٤) م : ـ إلى ، وفى ط : إضافة شىء إلى
(١٥) م : أو غير أو يكون ، وفى سا ، ط ، د : او غير شىء
(١٦) سا : أما (١٧) م : فكما للماء
(١٨) ط : والهواء (١٩) سا : فيكون أشد
(٢٠) م : بهذه (٢١) م ، ط : ويكون
(٢٢) ط : بينهما ـ د : ينقل ـ د : بعلو