الفصل الثاني عشر (١)
فصل فى
حل قطعة أخرى من هذه الشكوك
وأما الشك ، الذي أورد بعد هذا ، فالجواب عنه أن إيجابنا وجود عناصر أربعة ليس المعول (٢) فيه كله (٣) على القسمة ؛ بل على قسمة يتبعها وجود. فإن الشىء إذا أورده العقل (٤) فى القسمة ، ثم دل عليه الوجود ، لم يكن (٥) أظهر منه.
وقد وجدنا الحر والبرد يلائمان الكيفيتين المنفعلتين ، ليس إنما يلائم الواحد منهما الرطوبة دون اليبوسة ، أو اليبوسة دون الرطوبة. (٦) فقد رأينا اليابس يسخن ، ورأيناه يبرد. وكذلك رأينا الجسم الرطب (٧) يسخن ، ورأيناه يبرد. فلم يكن اجتماع البرد مع الرطوبة واليبوسة ، (٨) أو اجتماع الحر مع الرطوبة واليبوسة ، مستنكرا ، فى العقل المفطور ، وفى الوجود (٩) المحسوس ، إذا كانت المادة تحتمل (١٠) ذلك ، وكانت (١١) ازدواجات ممكنة فى الوجود.
وأما حديث التكثير (١٢) بازدواجات تقع (١٣) من مفرط ومعتدل ، فنقول فى جوابه إن المادة البسيطة ، إذا كانت فيها (١٤) قوة مسخنة ، وكان من شأنها أن تقبل (١٥) السخونة ، فمن المحال (١٦) أن لا تسخن السخونة التي فى طباعها أن تقبلها (١٧) إلا لعائق. وذلك لأن من شأن المسخن ، إذا بقى ما ليس فيه سخونة ، وهو يقبلها ، أن تحدث فيه (١٨) سخونة.
والسخونة مسخنة ؛ إذ من شأن السخونة ، إذا لاقت مادة ، أن تحدث (١٩) فيها سخونة
__________________
(١) م ، ط : الفصل الثاني عشر ، وفى د : فصل الثاني عشر
(٢) د : المقول (٣) م : ـ كله
(٤) م : الفعل (٥) ط : ولم يكن
(٦) «أو اليبوسة دون الرطوبة» مكررة فى نسخة سا
(٧) م : ـ الرطب (٨) سا : والتيبس (الأولى)
(٩) م : فى الوجود (الأولى)
(١٠) م : يحتمل (١١) سا : فكانت
(١٢) م : الكثير ، وفى «د» التكثر
(١٣) م ، ط : يقع
(١٤) م : فيهما ، وفى «د» : فيه
(١٥) م ، ط : يقبل
(١٦) ط ، سا : المحال+ أن يكون
(١٧) سا : يقبله
(١٨) سا : يجذب فيه
(١٩) م ، ط : يحدث ، وفى «سا» يجذب