لتكن القسمة مما قد وقع من جهة ، فأفرزت (١) من جانب جنسا ومن جانب فصلا.
فلو غيرنا القسمة لم يخل إما أن يقع منها فى كل (٢) جانب نصف جنس ونصف فصل أو يوجب (٣) انتقال الجنس والفصل إلى القسمين ، فيميل الجنس والفصل كل إلى قسم من القسمة ، فيكون فرضنا (٤) الوهمى أو قسمتنا الفرضية تدور بمكان الجنس والفصل ، وكان يتحيز (٥) كل واحد منهما إلى جهة ما بحسب إرادة مريد من خارج فيه. على أن ذلك أيضا (٦) لا يغنى ، فإنه يمكننا أن نوقع قسما فى قسم.
وأيضا ليس كل معقول يمكن أن ينقسم إلى معقولات أبسط منه ، فإن هاهنا معقولات هى أبسط المعقولات ، وهى مبادئ للتركيب فى سائر المعقولات ، وليس لها أجناس ولا فصول ، ولا هى منقسمة فى الكم ، ولا هى منقسمة فى المعنى.
فإذن ليس يمكن أن تكون الأجزاء المفروضة متشابهة كل واحد منها هو فى معنى الكل ، وإنما يحصل الكل بالاجتماع (٧) فقط ، ولا أيضا ، يمكن أن تكون غير متشابهة فليس يمكن أن تنقسم الصورة المعقولة.
وإذا لم يمكن أن تنقسم الصورة المعقولة (٨) ولا أن تحل (٩) طرفا من المقادير غير منقسم ولا بد لها من قابل فينا ، فلا بد من أن نحكم أن محل المعقولات جوهر ليس بجسم ، ولا أيضا (١٠) متلقيها منا قوة فى جسم ، فإنها يلحقها ما يلحق الجسم من الانقسام ثم يتبعه سائر المحالات ، بل متلقى الصورة المعقولة منا جوهر (١١) غير جسمانى.
ولنا أن نبرهن على هذا ببرهان آخر فنقول : إن القوة العقلية هو ذا (١٢) تجرد (١٣) المعقولات عن الكم المحدود والأين والوضع وسائر ما قيل من قبل (١٤) ، فيجب أن ننظر فى ذات هذه الصورة المجردة عن الوضع كيف هى مجردة عنه أبا لقياس (١٥) إلى
__________________
(١) فأفرزت : فأفرز د ، ك.
(٢) كل : ساقطة من د ، ك.
(٣) أو يوجب : أو لوجب ف.
(٤) فرضنا : فرضا د.
(٥) يتحيز : يحزم.
(٦) أيضا : ساقطة من ك ، م.
(٧) بالاجتماع : باجتماع م.
(٨) المعقولة : المعقول د
(٩) تحل : كل د.
(١٠) ولا أيضا : وليس أيضا د.
(١١) منا جوهر : جوهر منام.
(١٢) ذا : ذى د
(١٣) تجرد : يجرد ف.
(١٤) من قبل : ساقطة من م.
(١٥) أبالقياس : بالقياس د ، م.