الفصل الثاني (١)
فصل فى (٢)
أحوال كلية (٣) من أحوال البحر
ماء البحر ليس حكمه حكم سائر العناصر فى أن له طبقات مختلفة ظاهرة الاختلاف فى ترتيب العلو والسفل. وذلك لأن الماء سريع الاختلاط بما يخالطه (٤) (٥) ؛ لأنه ليس عمقه وثخنه مثل عمق الهواء وثخنه. فلذلك يشتد اختلاط الآثار (٦) بكليته وتنفذ (٧) فيه. وجذب الشمس لما فى باطن الأرض وتحريكها إياه (٨) يفى (٩) بتبليغه وجه البحر (١٠) وإخراجه عنه. (١١) ولو لا ذلك لكان ظاهر البحر ، وما يلى وجهه ، أقرب ماء (١٢) إلى طبيعة الهواء ، وكان لا كثير تأثير فيه للأرضية. وليس كذلك ؛ بل ماء البحر كله مالح (١٣) أو زعاق.
والماء لا يتغير التغيرات (١٤) التي بعد الكيفيات (١٥) الأول ، بنفسه ، إنما يتغير لمخالطة شىء آخر. والهواء إذا خالطه (١٦) جعله أرق وأعذب ، ولم يجعله ملحا. (١٧) إنما يصير ملحا بسبب الأرضية المحترقة المرة إذا خالطته. فلم يخطئ من زعم (١٨) أن ملوحة ماء البحر لأرضية خالطته ، (١٩) إذا اعتقد ، مع ذلك ، شرط الاحتراق والمرارة.
وأنت فيمكنك أن تتخذ (٢٠) الملح من رماد كل محترق ، ومن كل حجر يفيده (٢١) التكليس حدة ومرارة ، إذا طبخته فى الماء ، (٢٢) وصفيته ، ولم تزل (٢٣) تطبخ ذلك الماء أو تدعه فى الشمس ،
__________________
(١) م ، ط ، د : الفصل الثاني
(٢) وفى سا ، ب : فصل فى
(٣) ط : الكلية
(٤) م : بما يحالفه
(٥) فى ط زيادة وهى : يخالفه+ : ينضاف فى رطوبته الأشياء ولا ينضاف فى رطوبة الهواء أما فى «د» فهى : فى رطوبته الأشياء ولا ينداق إلخ.
(٦) د : اختلاط الآبار
(٧) م ، ط : وينفذ.
(٨) سا ، ب ، د : إياها
(٩) م : يفى بتبليغه مطموسة
(١٠) سا : وجه الأرض
(١١) م : وإخراجه منه
(١٢) م : ـ ماء (١٣) د : ملح
(١٤) ط : التغيرات (١٥) م : يعد الكيفيات ، وفى سا : تعد الكيفيات
(١٦) د ، ط : بمخالطة (١٧) م : «يصير ملحا» مكررة
(١٨) م : فلم يخطر مع ذلك (١٩) د : للارض خالطته.
(٢٠) م : ان يتخذ
(٢١) م : يفيد (٢٢) ط : طبخته بالماء
(٢٣) ط : يزل