وهكذا حال الجبال. فإن بعضها ينهال ويتفتت ، (١) وبعضها يحدث ويشمخ بأن تتحجر (٢) مياه تسيل عليها أنفسها وما يصحبها (٣) من الطين. ولا محالة أنها تتغير عن أحوالها يوما من الدهر. ولكن التاريخ فيه لا يضبط. فإن الأمم يعرض لهم آفات من الطوفانات (٤) والأوبئة ، وتتغير (٥) لغتهم وكتاباتهم فلا يدرى (٦) ما كتبوا (٧) وقالوا. (٨) وهو ذا يوجد فى كثير من الجبال. وبالهرمين (٩) اللذين (١٠) بمصر ، على ما بلغنى ، كتابات منها ما لا يمكن إخراجه ، ومنها ما لا تعرف (١١) لغته.
وأعلم أن البحر ساكن فى طباعه ، وإنما (١٢) يعرض ما يعرض (١٣) من حركته (١٤) بسبب رياح تنبعث (١٥) من قعره ، أو رياح تعصف (١٦) فى وجهه ، أو لمضيق (١٧) يكون فيه ينضغط (١٨) فيه (١٩) الماء من الجوانب لثقله ، (٢٠) فيسيل مع أدنى تحرك ، ثم يلزم ذلك (٢١) لصدم الساحل والنبوّ عنه (٢٢) إلى الناحية (٢٣) التي هى أغور. أو لاندفاع أودية فيه مموجة له بقوة ، (٢٤) وخصوصا إذا ضاقت مداخلها (٢٥) وارتفعت وقل عمقها ، (٢٦) فيعرض أن يتحرك (٢٧) إلى المغار. (٢٨)
وإذا كان فى البحر موضع مشرف ، ووقع أدنى سبب محرك للماء ، فسال عنه إلى الغور ، فلا يزال يجذب (٢٩) مقدمه مؤخره (٣٠) على الاستتباع فيدوم (٣١) سيالا. والبحر الموضوع في الوهاد الغائرة (٣٢) أسلم من تمويج (٣٣) الرياح ، حتى يخيل (٣٤) من الجريان ما يخيله نظيره (٣٥) فى موضع عال.
قالوا إن البحر الموضوع فى داخل منار هر قل (٣٦) لقلة عمقه وضيق مواضع منه وكثرة ما يسيل إليه من الأنهار يخيل جريانا ، والبحر الذي من الجانب الآخر بالخلاف (٣٧) لكبره ، وقلة ما ينصب فيه وشدة عمقه. (٣٨)
__________________
(١) م : ـ ويتفتت (٢) م ، ط ، د : يتحجر (٣) د : وأما يصحبها (٤) ط : الطوفان
(٥) م ، ط : ويتغير (٦) سا : يدر (٧) م ، ب : ما كسبوا وما قالوا ، وفى سا : ما ذا كسبوا وما ذا قالوا
(٨) ط : ما ذا كتبوا وما الذي قالوا (٩) د : والهرمين وفى ط : بالحرمين
(١٠) ط : الذين وفى د : الذي ـ ما : سقطت فى «سا»
(١١) ط : يعرف (١٢) سا : أو إنما (١٣) سقط فى م ، سا : ما يعرض
(١٤) ط : بحركته (١٥) ط : ينبعث (١٦) ط : يعصف (١٧) سا ، د : لضيق
(١٨) م : يضغط (١٩) د : ـ ينضفط فيه (٢٠) ط : ليقله (٢١) د : ـ ذلك
(٢٢) م : والنوعيه (٢٣) ط : إلى الناصية (٢٤) م : بقوة (٢٥) فى بقية النسخ ضاق مداخلها وارتفع
(٢٦) وفى سا : وقل عمقها وارتفع (٢٧) سا : أن تتحرك
(٢٨) ط : إلى المفاوز م : منه إلى ـ «إلى» : «سقطت فى سا»
(٢٩) م ، سا : فلا يزال يحدث (٣٠) م : مقدمة مؤخر ة
(٣١) د : فيدوم+ الأرض (٣٢) سا : «الوهاد الغائر» ، وفى د : الوهاد الغامر
(٣٣) م : تموج ، وفي «د» تموج الرياح+ إياه (٣٤) د : تخيل ـ «سا» (٣٥) د : نظره
(٣٦) ط : ديار هر قل (٣٧) ب : بخلافه
(٣٨) فى «سا» توجد زيادة فى آخر الفصل وهى : «فهذا ما كان من أحوال البحر».