ظاهر المشوى (١) بالتحليل أكثر مما يأخذ من رطوبة باطنه ، فيكون باطنه أرطب من ظاهره وبخلاف (٢) المنطبخ ، وتكون (٣) الرطوبة الموجودة فى المشوى (٤) رطوبة جوهرية ، وقد لطفت وأذيبت فى المطبوخ. (٥) فقد تكون رطوبته ممتزجة من الشىء الطبيعى ومن الغريب.
والشيء (٦) أصناف ، فمنه ما تكون (٧) الحرارة الملاقية هواء ناريا ، ويسمى مشويا على الاطلاق ؛ ومنه ما تكون الحرارة الملاقية حرارة أرضية. فإن كان مستقره (٨) نفس النار الجمرى سمى تكبيبا ، وإن كان مستقره جسما آخر أرضيا تسخن (٩) (١٠) من نار خارجة منه ، ثم سخن ذلك الجسم ، سمى قليا.
وقد يكون منه ما يشبه الشيء من (١١) جهة ، والطبخ من جهة ، وهو الذي يكون التأثير فيه بحرارة لزجة دهنية ، (١٢) وهذا يسمى تطحينا. (١٣) فلأن هذه الحرارة رطبة فهذا التأثير قد (١٤) يشبه الطبخ ، ولأنها لزجة لا تنفذ (١٥) فى جوهر الشىء نفوذا يخلخله ويلينه ، (١٦) بل يجمعه ويحصر رطوبته فى باطنه بتشديد اللزوجة فهذا التأثير يشبه الشيء. (١٧)
وقد يقال للهضم والنضج أيضا باشتراك الاسم.
وأما التبخير فهو تحريك الأجزاء الرطبة متحللة من شىء رطب إلى فوق ، بما يفاد من مبدأ ذلك بالتسخين.
والتدخين هو كذلك (١٨) للأجزاء الغالب فيها اليابس. فمادة التبخير مائية ومادة التدخين أرضية. والبخار ماء متحلل (١٩) والدخان أرض متحللة. وكل ذلك من حرارة مصعدة. فالجسم الرطب ، كالماء ، لا يدخن ، والجسم اليابس ، كالأرض ، لا يبخر. (٢٠)
__________________
(١) م : المنشوى ، وفى د : «المشتوى» سقط فى نسخة م من قوله «بالتحليل أكثر مما يأخذ» إلى قوله «الموجودة فى المشوى»
(٢) ط : بخلاف
(٣) ط : فيكون (٤) د : المشتوى
(٥) د : وفى المطبوخ
(٦) ط : والشىء (٧) ط : يكون
(٨) م : مستقره ، مستقرها فى كل من سا ، ب ، ط ، د
(٩) م : فنسخن (١٠) سا : يتسخن
(١١) من (الأولى) مكررة فى نسخة د
(١٢) م : ذهبية
(١٣) ط : تطبيخا
(١٤) م ، ب : سقطت : «قد»
(١٥) سا : ينفذ (١٦) م : تلينه.
(١٧) ط ، د : الشىء (١٨) سا : وهو كذلك
(١٩) م : يتحلل
(٢٠) ط : لا يتبخر