الفصل الأول (١)
فصل فى (٢)
ذكر اختلاف الناس فى حدوث الكيفيات المحسوسة (٣) التي بعد الأربع ،
وفى (٤) نسبتها إلى المزاج ، ومناقضة المبطلين منهم
أما المزاج وما هو ، وكيف هو فقد قلنا فيه. فيجب أن يتذكر (٥) جميع ما قيل من ذلك.
والذي يجب علينا أن نستقصى (٦) الكلام فيه حال الأمور التي توجد فى هذه المركبات عند المزاج ، فنقول :
إن هذه العناصر الأربعة لا يوجد فيها من الكيفيات إلا الأربع ، وإلا الخفة والثقل ، ما خلا الأرض. فقد يشبه أن يكون لها لون. (٧) لكن لمانع أن يمنع (٨) ذلك ، فيقول : إن اللون الموجود للأرض إنما يوجد لها بعد ما يعرض لها من امتزاج المائية ، وغير ذلك. ويصلح لذلك المزاج أن تكون ملونة. (٩) (١٠) ويقول إنه لو كان لنا سبيل (١١) إلى مصادفة (١٢) الأرض الخالصة لكنا نجدها خالية عن الألوان ، وكنا نجدها شافة. فإن الأخلق (١٣) بالأجسام البسيطة الاّ يكون لها لون. والأحرى (١٤) عندى (١٥) ، بعد الشك (١٦) الذي يوجبه الإنصاف ، وبعد وجوب ترك القضاء البت فيما لا سبيل فيه إلى قياس يستعمل ، وإنما المعول فيه على تجربة (١٧) تتعذر (١٨) ـ هو (١٩) أن الأرض لها فى ذاتها لون ، وأن الامتزاج الذي وقع لا يقعدنا (٢٠) عن وجود
__________________
(١) فى م ، ط ، د : الفصل الأول
(٢) سا ، ب : فصل فى
(٣) د ، سا : ـ المحسوسة
(٤) م ، ب : ـ فى (٥) سا : تتذكر
(٦) م : يستقصى (٧) د : لونا
(٨) م ، سا : المانع أن يمنع
(٩) م : يكون ملونة
(١٠) ط : متلونة (١١) م : سبل
(١٢) سا : مصارمة
(١٣) ط : اللاخلق
(١٤) م ، د : والأخرى
(١٥) م : عند
(١٦) م : الشكل
(١٧) سا : تجزئة
(١٨) م : يتعذر
(١٩) م ، د : ـ هو سا : الذي حصل
(٢٠) د : لا يعقدنا.