الأبيض الرطب بارد ، ولكن الذي يسخن هو شىء آخر.
وإذا وقع فى الخلقة الطبيعية مثل هذه (١) الحال لم تصح (٢) دلالات هذه الكيفيات على الكيفيات الأولى فى جملة المركبات ، وإن كانت الكيفية منها (٣) تلزم قوة كيفية منها (٤) فى المزاج ؛ إذ ذلك التركيب لا يفصله الحس. فإن من الأجسام المركبة ما تركيبه من العناصر أول ، والحس (٥) يراه متشابه الأجزاء. فقد جعله المزاج (٦) شيئا واحدا على الوجه الذي قلنا (٧) إن للمزاج أن يفعله. (٨) ومن الأجسام ما تركيبه بعد تركيب أول ، كالذهب على رأى قوم يرون أنه دائما يخلق من زئبق قد تولد أولا بمزاج متقدم وكبريت حاله هذه الحالة (٩) (١٠) ، ثم عرض لهما مزاج ، وكالإنسان (١١) من الأخلاط ، وهذا على قسمين :
قسم منه ما يكون الامتزاج الثاني حاله فى تأحيد (١٢) الممتزج حال الامتزاج الأول. ومما له ذلك الترياق والمعجونات المخمرة.
ومنه ما ليس كذلك ، فإنه مركب من أجزاء حقها أن لا تتحد (١٣) فى الطبع كشىء واحد ؛ بل أن تكون (١٤) مختلفة متباينة. فأكثر الجمادات والمعدنيات بالصفة الأولى ؛ وأكثر النبات والحيوان ، من جهة تركيبه (١٥) (١٦) من أعضائه ، بل جلها ، على الصفة الثانية.
ومن المعلوم أن المركبات عن أجزاء متميزة بالفعل تنتهى (١٧) إلى أجزاء بسيطة لا تقسمها (١٨) بالفعل أجزاء متخالفة. فلذلك كان أعضاء الحيوان (١٩) وأجزاء النبات لا محالة تنتهى (٢٠) إلى أجزاء أولى بسيطة ، وهى التي تسمى المتشابهة الأجزاء ، مثل اللحم والعظم اللذين (٢١) كل جزء منهما (٢٢) محسوس لا يحتاج إلى إفساده فى تجزئته إليه ، وهو محسوس (٢٣) مثله لحما وعظما. ثم
__________________
(١) م ، د : مثل هذا (٢) ط : لم يصح
(٣) م : منها+ ما
(٤) ط : «فيها» بدلا من «منها» (الثانية)
(٥) م : أول الحس
(٦) سا ، ط ، د : ويكون المزاج قد جعله
(٧) ط : قلناه (٨) سا : تفعله
(٩) م : ـ هذه الحالة ، (١٠) سا ، د : هذه حاله
(١١) سا : ولا لإنسان. (١٢) سا : تاخير
(١٣) م ، ط : يتحد (١٤) م : أن يكون
(١٥) ط : تركيبهما (١٦) د : من جهة كثير
(١٧) م ، ط : ينتهى (١٨) م ، ط : يقسمها ، وفى د : لأنفسها
(١٩) د : أغصان الحيوان (٢٠) م : ينتهى
(٢١) د ، سا : اللحم والعظم التي
(٢٢) سا ، د : منها
(٢٣) د : هو محسوس