فلتنظر الآن أنه هل يكون فى قوتها أن تكون لها هذه الصورة دائما أم لا.
فنقول : إن كان يمكن (١) ذلك فلا يخلو إما أن يمكن لا كون هذه الصورة لها دائما أو لا يمكن.
فإن (٢) كان فى قوتها أن يكون لها الصورة دائما ، وليس فى قوتها أن لا يكون (٣) لها الصورة دائما ؛ بل تكون (٤) قوتها على عدم الصورة محدودة ، (٥) وجب أن يكون ما يتعدى (٦) ذلك الحد يجب فيه وجود الصورة ويمتنع (٧) لا وجودها ، (٨) والمادة والأحوال تلك بعينها ، وهذا محال ، وهذا (٩) خلاف الوضع. فبقى (١٠) أنها ، إن كانت تقوى (١١) على وجود الصورة لها دائما فتقوى أيضا على عدم الصورة لها دائما. (١٢) وما يقوى عليه الشىء فإنه إذا فرض موجودا أمكن أن يعرض منه كذب. وأما المحال فلا يعرض. (١٣) لكن هذا المعنى الممكن موجود ، ويعرض منه المحال على ما نبينه. فلنفرض أنّ ما يقوى عليه يكون ، وهو وجود الصورة دائما ، وهو (١٤) مع ذلك يقوى (١٥) على عدم الصورة دائما ؛ فلا يستحيل أن يكون مما يقوى عليه وقتا ما. فإن استحال أن يكون ما يقوى عليه لم يكن ما يقوى عليه مقويا عليه. فإن المقوى (١٦) عليه إنما يكون مقويا عليه عند فرض مقابله موجودا. فإن كان كون مقابله موجودا يمنع القوة عليه ، فلا قوة (١٧) عليه البتة. لكنه يستحيل ، بعد فرض (١٨) القوة الأولى ، أن يفرض القوة الثانية بالفعل ، (١٩) وإلا لكانت الصورة ، فى زمان غير متناه ، موجودة ولا موجودة معا. فإذا كان هذا محالا ، فالوضع ليس يكذّب غير محال ، (٢٠) بل هو محال. فمحال أن تكون المادة (٢١) يقوى على أن يكون لها صورة زمانا بلا نهاية ، وهى مع ذلك تقوى (٢٢) على أن يكون لها تلك الصورة.
__________________
(١) ط : يمكن ان لا كون (٢) سا : وإن
(٣) م : إذ لا تكون (٤) ط : يكون
(٥) ب ، بخ ، د : محدودا (٦) م ، سا بما يتعدى
(٧) م : ويمنع (٨) م : وجوده
(٩) «هذا» الثانية سقطت فى سا ، د
(١٠) د : ب ، سا ، د : فقد بقى
(١١) ط : يقوى (١٢) م : ـ دائما
(١٣) م : فلا يعرض لهذا المعنى الممكن الموجود
(١٤) سا : ـ هو (١٥) م : مما يقوى
(١٦) د : بأن المقوى (١٧) ط : ـ فلا قوة عليه البتة مكررة
(١٨) سا : مع فرض (١٩) د : ـ بالفعل
(٢٠) سا : عين محال (٢١) : م ، ط يكون
(٢٢) م : لا يقوى