الفصل الخامس
فصل فى (١)
أحوال الكواكب ومحو القمر
إن (٢) هذا الجسم السماوى يدل الحس على أنه يتضمن أجراما مخالفة (٣) له (٤) فى النسبة إلى الرؤية. فإن (٥) عامته مشف (٦) ينفذ فيه البصر. (٧) وفيه أجسام مرئية لذاتها مضيئة ، كالشمس والقمر والكواكب. وبعضها فى الترتيب فوق بعض ؛ إذ نشاهد (٨) بعضها منها يكسف (٩) بعضا ، ونشاهد بعضها بفعل اختلاف المنظر ، على ما تشهد (١٠) به صناعة الرصد ، وبعضها لا يفعل ذلك. ونجد لطائفة من الكواكب ، مع الحركة التي تخصها ، (١١) وضعا محفوظا لبعضها ، (١٢) عند بعض ، وطائفة تخالف ذلك. ونجدها تتحرك (١٣) من المشرق إلى المغرب ثم تتحرك أيضا من المغرب إلى المشرق. وذلك مما لا يتحقق إلا على وجوه ستعد (١٤) فى صناعة بعد هذه الصناعة ، فيتحقق من هذا أن هناك حركات مختلفة.
فتبين بهذا الاعتبار أن الكواكب أجرام غير الأفلاك التي تحملها. ثم نعلم أنها لا محالة من جنس الجوهر (١٥) الذي لا يتكون ؛ بل من جنس الجوهر المبدع ؛ إذ قد (١٦) قلنا إن المتكونات ما حالها ، واتضح من ذلك أن المتكونات لا تتخلل (١٧) الأجسام غير (١٨) المتكونة تخللا (١٩) كالشىء الغريب فتكون ، (٢٠) لا محالة ، بسيطة ؛ إذ المركبات متكونة ، فتكون أشكالها كرية ، على ما يرى بالحقيقة.
__________________
(١) م ، ط : الفصل الخامس
(٢) م ، ب ، بخ : ـ إن
(٣) م : تخالفه
(٤) م ، د : ـ له
(٥) م : وإن
(٦) ط مشفة
(٧) م : المصير
(٨) د : ـ «ونشاهد بعضها
(٩) م ، د : يكشف
(١٠) م ، ط : يشهد ، وفى د : شهد
(١١) م ، ط : يخصها
(١٢) م : لبعض.
(١٣) : م ، ط ، د : يتحرك
(١٤) م : سبعة
(١٥) د : الجواهر التي لا يتكون
(١٦) م : ـ قد
(١٧) م ، د : يتحلل
(١٨) د : الغير
(١٩) م ، د ، سا ، ب : تحللا
(٢٠) م ، ط : فيكون