قبل وجود البصر ؛ لأنه فى الحيوان كذا ، ولا وجود لها (١) إلا فى الحيوان ، فيكون ذلك أقدم من هذا مطلقا ، ويكون (٢) إنما ذكر الحيوان لا لأن يكون (٣) معتبرا فى المحمول ، بل مأخوذا وسطا حتى تكون النسبة بين البصر والمبصر (٤) مشاكلة للنسبة بين اللامس والملموس (٥) ـ سلّمنا مثلا ذلك. لكن (٦) لم يكن من جنسها النسبة المبدلة ، التي لو كان من جنسها أيضا ، لم يكن الإبدال بيّنا ما لم يبرهن على أن من الناس من لا يسلم ذلك ؛ إذ يرى أن فى بعض الأجسام إبصارا ، (٧) ولا لمس ، وهو الفلك. فإنه (٨) إنما (٩) يتقدم اللمس الإبصار فى الحيوان المركب. وصاحب هذا الاعتراض يميل إلى هذا الرأى ميلا ظاهرا.
ونعود إلى ما كنا فيه فنقول : وأما المحو الذي فى وجه القمر فهو مما بالحرى (١٠) أن يقع فيه إشكال. وعسى الظنون التي يمكن أن ترى فيه هى أنه لا يخلو إما أن يكون ذلك فى جوهره أو خارجا عن جوهره. (١١) فإن كان فى جوهره فلا يخلو إما أن يكون امتناعه عن قبول الضوء قائما عليه (١٢) هو بسبب (١٣) أنه مشف ، أو ليس هو بسبب أنه مشف ، ولكنه إنما لا يقبله لأنه غير مستعد لذلك بسبب خشونة مقابلة للصقالة ، أو ثلمه ، أو كيفية (١٤) أخرى مانعة لقبول النور إما فى جوهره (١٥) وإما لأمر عرض له خارجا.
فإن لم يكن فى جوهره لم يخل إما أن يكون بسبب ستر ساتر إياه عن البصر ، (١٦) أو بسبب (١٧) تشكل يعرض له ، كما يعرض للمرآة (١٨) من وقوع أشباح أشياء فيها ، (١٩) إذا رؤيت (٢٠) تلك الأشياء (٢١) فيها لم تر معها (٢٢) براقة ؛ وإن كان بسبب ستر (٢٣) ساتر إياه عن البصر لم يخل : إما أن يكون الساتر شيئا من الأجسام الموجودة تحت الأجرام السماوية فى حيز (٢٤) العناصر ، أو من الأجسام السماوية. (٢٥)
__________________
(١) سا : لا وجود (٢) سا : ـ ويكون
(٣) م ، ط : يكون
(٤) د ، ط : البصر واللمس مشاكلة للنسبة بين المبصر والملموس
(٥) م : المبصر والملموس
(٦) ب : ـ لكن (٧) م : ابصار ؛ وفى «سا» إقصارا
(٨) د : وإنه (٩) م ، سا : ـ إنما
(١٠) سا : «يجرى» بدلا من «بالحرى»
(١١) م : ـ «أو خارجا عن جوهره»
(١٢) م : ـ عليه م : نسب
(١٣) م : أو بسبب هؤلاء
(١٤) سا : بكمة (١٥) م : «إما فى جوهره» مكررة
(١٦) م : «النضر» بدلا من البصر (١٧) م : ـ بسبب
(١٨) م ، سا ، ب : المراى ، ط : للمرات
(١٩) م ، ط ، ب : فيه (٢٠) م : ريث
(٢١) سا : اشتياقية (٢٢) م ، ب ، سا : فيه
(٢٣) سا : ـ ستر (٢٤) م : ـ فى
(٢٥) م : السمائية