على نحو مخصوص من الشكل المجتمع لها ، وأنها إما أن تكون عديمة الضوء أو تكون (١) أضعف إشراقا من القمر ، فترى بالقياس إليه ، فى حال إضاءته ، (٢) مظلمة (٣) غير مضيئة.
والعجب ممن ظن أن ذلك انمحاق وانفعال عرض للقمر من مماسة النار ، ولم يعلم أن جرم القمر لا يماس النار البتة ، وأنه فى فلك تدويره (٤) وفى فلك حامل ، (٥) وبين حامله وبين حيز العناصر (٦) بعد معتد به ؛ وأن قطعا من قطوع كرته التي تتحرك (٧) بخلاف حركة حامله هو الذي يلى النار ، وهو الذي حركته شبيهة بحركة الكل ؛ وأنه لو كان حامل تدويره الخارج المركز مماسا للنار لكانت (٨) النار والهواء الأعلى يتبعه فى الحركة. لكن ليس كذلك ؛ (٩) بل إنما يتبع حركة موافقة لحركة الكل ، والدليل على ذلك حركات الشهب الثاقبة. ذوات الذوانب ، (١٠) التي علمنا من أحوالها أنها فى الهواء الأعلى ، وأنها تتحرك (١١) بحركة ذلك الهواء إلى الغرب. وليست تلك الحركة للهواء بذاته ، (١٢) ولا للنار ؛ إذ لهما مبدأ حركة مستقيمة. فذلك لهما بالعرض ، على ما علمت.
فيكون الجسم السماوى الذي يماس الهواء الأعلى حركته تلك الحركة ، فلا يكون حامل تدوير القمر وجرمه هو ذلك المماس ؛ (١٣) بل يكون ذلك الجرم الأخير (١٤) حجابا ثخينا بين النار وبين القمر ، وعلى أن ذلك الجرم مصون عن أن يسحقه ساحق ، وأن يمحق صقالته (١٥) ما حق.
ولو كانت النار هى السبب فيه (١٦) لكان مرور الدهر الطويل (١٧) مما يزيد فيه ، ويؤدى آخر الأمر ، إلى انمحاق (١٨) القمر على التمام. وهذا مما تكذبه (١٩) الأرصاد المتوالية.
__________________
(١) م : ـ عديمة الضوء أو تكون
(٢) م : إضاءته
(٣) م : ـ مظلمة
(٤) م : تدوير.
(٥) ط : وفلك تدويره فى فلك حامله
(٦) د : حيز النار
(٧) م : الذي يتحرك.
(٨) ب ، ط : لكان
(٩) م : وليس كذلك
(١٠) م. ط : الذرايب
(١١) م ، ط ، د : يتحرك
(١٢) د : بذاتها
(١٣) د : نماس
(١٤) ط : الآخر
(١٥) م : صفاته ـ سا : صقاله.
(١٦) د : فيه+ منه
(١٧) م : ـ الطويل
(١٨) م : امحاق
(١٩) م ، ط ، د : يكذبه.