الفصل الثامن (١)
فصل فى
مناقضة الآراء الباطلة المذكورة فى تعليل سكون الأرض
فأما الجاعل سبب قيام الأرض وسكونها كونها غير متناهية ، (٢) وأنها يدغم (٣) نفسها ، فقد عرف (٤) فساد مذهبه لما عرف (٥) من استحالة وجود جسم غير متناه.
وأما الجاعل سبب ذلك إقلال الماء إياها ، وثباتها عليه لتجوفها ، فيوضح بطلان قوله إحواجه إيانا إلى أن نكر ، (٦) راجعين ، فى تعرف سبب قيام ما ليس قيامه ووقوفه أبعد (٧) من الشبهة من قيام الأرض ووقوفها ، وذلك هو الماء. فإن الإشكال قائم فى سبب قيام الماء واستقراره ، حتى يتبع ذلك استقلاله بحمل الأرض ، اللهم إلا أن يلتجأ (٨) فى أمر الماء إلى مثل المحال (٩) الذي التجئ (١٠) إليه فى أمر الأرض من كونه غير متناه من الجهة (١١) التي بيننا.
فيكون الجواب ما قدمناه. ومع ذلك ، فما السبب الحاقن (١٢) والممكن للهواء فى الأرض؟ وما السبب (١٣) المجوف للأرض؟ وهل هذه الأشياء لوازم طبيعية لجوهر الأرض ، أعنى (١٤) أن يكون فيه الهواء ، أو لجوهر الهواء (١٥) أن يكون فى الأرض ، أو لجوهر الأرض أن يكون مجوف (١٦) الشكل؟ أما الهواء فطلبه ، لمكانه الطبيعى ، هو (١٧) من حيث يحوجه إلى الانفصال عن الأرض ، ولو بالزلزال (١٨) والخسف. وأما الأرض فهى تهبط (١٩) دائما عن معدن الهواء ، وشكلها شكل البساطة. (٢٠) وقد علمت أنه مستدير.
__________________
(١) م ، ط : الفصل الثامن
(٢) سا ، د : كونه غير متناه ، وأنه نفسه
(٣) ب : يدهم (٤) م ، ط : عرفت
(٥) د : إلى عرف (٦) م ، نكرر
(٧) د : ـ أبعد (٨) سا ، د : يلتجئ
(٩) ب ، ط : ـ مثل المحال
(١٠) د ، سا : التجأ
(١١) ط : لا من الجهة
(١٢) م : الحاقر
(١٣) سا ، د : الأسباب
(١٤) سا : يعنى
(١٥) سا : بجوهر الهواء
(١٦) سا : يتجوف ـ د : وطلبه
(١٧) م : ـ هو
(١٨) سا : الزلازل
(١٩) سا : فهو يهبط
(٢٠) د : البسائط