الفصل التاسع (١)
فصل فى
ذكر اختلاف الناس فى الخفيف والثقيل
واستنباط الرأى الحق من بين (٢) آرائهم
الخفيف المطلق هو الذي فى طباعه أن يتحرك إلى غاية البعد عن المركز ؛ ويقتضى (٣) طبعه أن يقف طافيا بحركته فوق الأجرام كلها. وأعفى بالطافى ليس كل وضع فوق جسم ؛ بل وضعا يصلح أن يكون منتهى حركة.
والثقيل المطلق ما يقابله حق المقابلة ، فتكون (٤) حركته أسرع حركة (٥) ، لميله إلى غاية البعد عن المحيط خارقا كل جسم غيره ؛ فيقتضى أن يقف راسبا تحت الأجسام كلها.
لكن للخفيف (٦) وأيضا للثقيل ، أحوال ثلاثة :
حال حصوله فى المكان الذي يؤمه.
وحال حركته مرسلة (٧) إليه.
وحال وقوفه ممنوعا دونه.
ففى حال حصوله فى المكان الذي يؤمه هو غير مائل عنه بالفعل ، ولا بالقوة.
ولو كان مائلا عنه بالفعل لما كان ذلك المكان مستقره الطبيعى. ولو كان مائلا عنه بالقوة لكان يجوز أن يخرج إلى الفعل ، فيميل بالفعل عن موضعه الطبيعى ، اللهم إلا أن يجعل القوة بالقياس إلى القاسر ، وإلى ميل قسرى ، لا إلى ميل طبيعى. فالجسم
__________________
(١) م ، ط : الفصل التاسع
(٢) د ـ بين
(٣) ب : مقتضى
(٤) ط : فيكون
(٥) سا : حركته (الثانية)
(٦) م : للتخفيف
(٧) ط : مرسلا