إلى فوق كالعلة المحركة ، والملاء موجبا (١) للحركة إلى أسفل كالعلة المحركة ، ويكون الحكم للغالب (٢) منهما ، عرض ما لا يحتاج أن نكرره من استحالة كون الخلاء علة محركة ، فقد أبطلنا ذلك فى بعض الفصول المشتمل عليها الفن الأول ، فليقرأ من هناك.
ومع هذا ، فكان يجب أن تكون النار الصغيرة والكبيرة متساويتى (٣) الخفة ، وكذلك الأرض الصغيرة والكبيرة ، إذ النسبة بين الخلاء والملاء فى كلتيهما محفوظة.
ولو كان اللين سبب الخفة لكان الحديد أثقل (٤) من الآنك ، بل من الزئبق.
وأما الأشكال المتحددة فإنها تصلح (٥) أن تكون مواتية للحركة ، وإما سببا للحركة فكيف يكون؟ وما هذا إلا أن يقول قائل إن السيف إنما قطع (٦) لأنه كان حادا. (٧) وليس تكفى حدة السيف فى أن يقطع ، بل يحتاج إلى محرك غير الحدة يقطع بالحدة. (٨) ثم صارت الأشكال المتحدة ، لأنها متحددة تختص حرفها (٩) بجهة دون جهة؟ ولم لم يكن عدم الحدة علة لعدم هذا النفاذ. بل صار علة للثقل ، والنفاد إلى جهة أخرى ، (١٠) كما قالوا فى المدرة على أن نفاد المدرة ليس بدون (١١) هذا النفاد. فان اعتبروا سكون كلية الأرض فليعتبروا من جهة النار سكون كليتها ، ولا يلتفتوا (١٢) إلى حركة النيران الجزئية أو يلتفتوا أيضا إلى الأرضين الجزئية. ولم لم (١٣) يرسب الخشبة فى الهواء والناريات المقلة فيها أكثر؟ (١٤) ولم إذا جعلت الخشبة فى قعر الماء ، حيث تماس الأرض ولا يتوهم هناك الغليان المذكور تندفع (١٥) طافية؟
فواضح من جميع ما أومأنا (١٦) إليه أن هذه الوجوه كلها فاسدة. (١٧) وأما نحن فنقول إن
__________________
(١) د : إن كان ـ م : هناك ـ م ، سا : موجبا
(٢) م : الحكم الغالب ، فى د : للحكم الغالب
(٣) د متساويتين
(٤) سا ، ب : «لما كان الحديد أخف» ولى د : «لكان الحديد أخف
(٥) ط : يصلح : ط : موالية
(٦) ب ، ط : يقطع (٧) ب : حاد وسقطت «كان».
(٨) ط : فيقطع بالحدة (٩) سا ، ط : خرقها
(١٠) سقط فى سا : «بل صار علة للثقل» والنفاذ إلى جهة أخرى ، كما قالوا فى الدرة ، على أن نفاذ الدرة ليس بدون هذا النفاذ».
(١١) م : «بدور» بدلا من «بدون» سا : وإن اعتبروا
(١٢) م : ويلتفتوا (١٣) ـ لم ط ـ ساد : يرسب تحت.
(١٤) ط : الماهية ـ لم : أكبر
(١٥) ط : يندفع (١٦) م : أدنا
(١٧) م : سقوط : «كلها فاسدة وأما نحن فنقول إن كل حركة ـ سا : فى هذه ـ ط : تأمم لكان وفى (د ، م) : تيمم.