كل حركة من هذه فإنما هى تتم للمكان الطبيعى ، وإن كل جسم (١) إذا حصل فى حيزه الطبيعى لم يبق له ميل. فإذا كان الخشب يرسب (٢) فى الهواء لم يكن للهوائية التي فيه ميل البتة ؛ فلم يكن فيه مقاومة للأرضية والمائية التي فيه البتة ، فغلبت تلك (٣) بميلها (٤) الموجود بالفعل. فإذا حصل (٥) (٦) فى الماء انبعث الميل الطبيعى للهواء إلى فوق ، فإن قوى وقاوم دفع الخشب إلى فوق ، وإن عجز أذعن (٧) للهبوط قسرا. والذهب المجوف ، الذي حكينا أمره ، إنما يقله الهواء الذي فيه إباء أن يستقر (٨) فى الحيز (٩) الغريب ، (١٠) وهو فى الأبنوس أقل والعمام والرصاصة المنبسطة إنما (١١) لا يرسب ، لأنه يحتاج أن ينحى (١٢) من تحته هواء ـ أو ماء كثيرا ؛ وذلك لا يطيعه. فإن اجتمع كان ما تحته مما (١٣) يدفعه أقل ، وثقله (١٤) المنحى ، على ذلك القدر من الماء ، أكثر من ثقل (١٥) ما يخص مثل ذلك الماء من المنبسط الرقيق.
فعلى هذا ينبغى أن يتصور حكم الثقيل والخفيف.
إذ قد (١٦) تكلمنا فى الأركان التي تتفق (١٧) منها كلية العالم ، فحرى بنا أن نعلم أن العالم الجسمانى هو (١٨) واحد أو هاهنا (١٩) عوالم كثيرة.
__________________
(١) ط : فإن كان
(٢) ط : + يرسب
(٣) م : «فعلت تلك
(٤) سا ، ب ، بمثلها.
(٥) ط : فإن كان حصل
(٦) م : حصلت
(٧) د : فان عجز وأذعن
(٨) سا : يسبقه بدلا من «يستقر»
(٩) م : الجزء
(١٠) ط : القريب
(١١) م : إنما
(١٢) م : ينجى.
(١٣) م : مما
(١٤) م نقله ـ
(١٥) ـ م : ثقل
(١٦) د : وإذا قد
(١٧) م : يتفق
(١٨) ط : هو
(١٩) م ، سا ، ب : وهاهنا.