إنسان غير قولنا هذا الإنسان فى المعنى ، ولا حقيقة لهذه الغيرية (١) إلا أن يكون قولنا هذا الإنسان.
يفارق قولنا الإنسان فإن قولنا هذا الإنسان يدل (٢) على شخص واحد بالعدد بعينه ، وإذا كانت المخالفة بهذا كان قولنا الإنسان يدل على معنى جائز فى طباعه أن يحمل على كثيرين.
وكذلك قولنا العالم (٣) يدل على معنى جائز فى طباعه أن يحمل على كثيرين. لكن العالم ليس من المعانى التي ، إذا فرضت الكثرة (٤) موجودة فيه فرض أمر جايز ، كان ذلك على سبيل التكون واحدا بعد آخر ، (٥) لأنه عندهم غير مكون من شىء ، بل هو عندهم أبدى ؛ فيكون ، إذا فرض كثرة فرض أبديات ، وإذا كانت (٦) أبديات استحال ألا تكون (٧) موجودة فى وقت من الأوقات ، واذا (٨) استحال لا كونه ، وجب كونه.
قالوا : وهذا حكم عام فى جميع الأمور الأبدية ؛ (٩) إذا الممكن (١٠) وجوده أزليا فى الأبديات واجب. فإن الممكن لا يعرض من فرضه محال وإذا فرض موجودا فرض ما هو غير موجود ، لكنه ممكن ، وجب أن يكون والأزلى ممتنع العدم ، فإذا فرض موجودا فرض ما هو غير موجود لكنه ممكن وجب أن يكون موجودا دائما. فاذا فرض ذلك الفرض وجب أن يكون مع ذلك الفرض (١١) ليس ذلك الفرض ، وهذا خلف. ولزم الخلف من فرض وجوده ممكنا غير موجود فإذن الممكن (١٢) فى الأزليات واجب.
فإذا كان كذلك لم يجز أن نقول (١٣) إن العالم واحد ، (١٤) إذ كان يصح فرض الكثرة فيه صحة وجوب.
فهذه (١٥) طريقة المذهب الثاني ، وهى فاسدة المأخذ ، وإنما أتى هؤلاء من قبل ظنهم
__________________
(١) د : لتلك القيرية
(٢) ط : وبان ، وفى سا : بان د : «حدا» بدلا من «يدل» م : بعينه.
(٣) سا : سقط منها : «وكذلك قولنا العالم» إلى قوله «كثيرين»
(٤) ط : الكثيرة.
(٥) د : آخر جائز
(٦) م : وإذا كانت أبديات ،
(٧) م ، ط : يكون
(٨) ط : فاذا
(٩) سقط من م : «فى الأبديات» إلى قوله «أن يكون».
(١٠) سا : إن الممكن
(١١) م سا : ـ وجب أن يكون مع ذلك الغرض
(١٢) د : فان الممكن ، وفى سا : فإذا الممكنات
(١٣) م ، ط : يقول
(١٤) م ، د : واحدا
(١٥) م : وهذه ، فى سا ، د : فهذا.