لأن فعليهما مختلفان فى الطباع ، ويكون كل واحد (١) إما قوة مجردة ، وإما قوة فى جسم.
وأحرى (٢) ما تسمى (٣) به القوة الجماعة (٤) هى الألفة والمحبة ، وأولى (٥) ما تسمى به القوة المفرقة المشتته (٦) الموجبة تباعدا بين المتشاكلات هو الغلبة والبغضة والعداوة.
قالوا فيجب ضرورة أن يكون هاهنا أسطقسات (٧) أربعة تتصرف (٨) (٩) فيها الغلبة والمحبة ، (١٠) وإذ التصرف إنما هو بالجمع والتفريق ، وذلك لا يوجب تغيرا (١١) فى الجوهر ، فلا سبب لإيقاع تغير فى جوهر العناصر. فلذلك (١٢) ما لا يرى هذا القائل أن العناصر يستحيل بعضها إلى بعض البتة ، ولا يراها (١٣) تقبل (١٤) كونا وفسادا. وليس يقتصر من فصولها على الكيفيات الأربع فقط ؛ بل يرى (١٥) لها في ذواتها الفصول من جميع الكيفيات الأخرى. لكنه يراها أربعا (١٦) لا غير. فهى (١٧) عنده متناهية العدد والمقدار.
وأما أصحاب السطوح فيشبه أن يكون داعيهم إلى ذلك هو ما اعتقدوه من أن تكوّن الأشياء (١٨) عن العناصر إنما هو (١٩) بنوع التركيب ، وذلك التركيب إنما هو نتيجة الفعل والانفعال ، وأن (٢٠) ذلك (٢١) الفعل والانفعال باللقاء والتماس ؛ وأن التماس (٢٢) الأول للأجسام إنما هو بالسطوح. فيكون أول فعل وانفعال عند التركيب إنما هو للسطوح. وما كان أول ذينك فيه فهو العنصر. فالسطوح هى العناصر. ولأن العناصر ينبغى أن تكون بحيث تتركب منها الكائنات تركيبا لا يؤدى إلى المحال ، والسطوح (٢٣) التي تحيط بها غير الخطوط المستقيمة (٢٤) يؤدى تأليفها لا محالة إلى فرج تبقى بينها ، فينبغى أن يكون السطوح الأولى مستقيمة الضلوع. وليس فى المستقيم الأضلاع شىء أقدم من المثلث. ويمكن (٢٥) أن
__________________
(١) سا ، ب : واحدة (٢) د : وأخرى
(٣) ط : يسمى (٤) ب : الجامعة هو
(٥) م ، ب : وأولى مكان ... (٦) د : المعرفة المسبقة ـ م : من.
(٧) د : استقصات أربع (٨) م ينصرف ،
(٩) فى ط يتصرف (١٠) د : المحبة والبغضة.
(١١) ط : تغير (١٢) م : فذلك
(١٣) سا : تراها (١٤) م ، ط : يقبل.
(١٥) سا : نرى (١٦) د : + مع الأربع
(١٧) ط : وهى (١٨) م : يكون الأشياء
(١٩) ط : ـ إنما هو (٢٠) د : فإن
(٢١) د ـ : ذلك (٢٢) د : فإن التماس
(٢٣) د : ـ قوله «العناصر ولأن» إلى قوله «والسطوح»
(٢٤) م ، ط : المستقيمة
(٢٥) د : فيمكن