الفصل الثالث (١)
فصل فى
نقض حجج المخطئين منهم
قد (٢) بقى الآن أن نشير (٣) إلى سبب الغلط فى حجة حجة من الحجج المقتضية. (٤) أما القائلون بالكون والتداخل ، وأن الكون ظهور الكامن ، فالسبب فى غلطهم هو ظنهم أنه (٥) إذا كان مسلما أن الشىء لا يكون عن لا شىء (٦) فقد صح أن كل شىء يكون عن مشابهه (٧) فى الطبع ، وأنه إذا كان مسلما أن لا شىء (٨) لا يكون موضوعا لشىء استحال أن يكون الشىء عن لا شىء.
أما الأول فلنضعه (٩) مسلما ، فيجوز أن يكون الشىء لم يتكون عن لا شىء ، ولكن تكون (١٠) عن الشىء ، لكن (١١) عن شىء ليس (١٢) مثله (١٣) فى النوع ولا مشابهه (١٤) فى الطبع ، ويكون مع ذلك لم يتكون عن لا شىء. (١٥)
وما قوله (١٦) (١٧) فى اليد والرجل وفى البيت (١٨) وفى الكرسى؟ هل (١٩) هذه الأشياء متكونة عن لا شىء؟ فإن كانت عن لا شىء (٢٠) فقد بطلت المقدمة. وإن كانت عن شىء ، فهل ذلك الشىء مثل أم ليس بمثل؟ (٢١) وليس يمكن أن يقال إن الوجه متكون عن الوجه ، والكرسى عن الكرسى ، تكونا (٢٢) بالحقيقة إلا بالعرض ، وعلى أن الشىء عن الشىء يقال كما يقال إن الكرسى
__________________
(١) م ، ط : الفصل الثالث (٢) ط : فقد
(٣) ط : نشير أيضا (٤) ط : المقتصة
(٥) د : هو ظنهم بأنه
(٦) د : لا يكون عن شىء
(٧) م : مشابهة (٨) م : اللاشىء
(٩) م : فليضعه ، وفى د : فلنصف
(١٠) م ، ب ، د : يكون (١١) ط : لكن يكون
(١٢) سا : ـ ليس (١٣) د : ـ مثله
(١٤) م ، د : مشابهة
(١٥) د : لم يتكون من الشىء
(١٦) م : وما قولهم (١٧) د ، سا : وأما قوله ،
(١٨) م ، سا : ـ وفى البيت (١٩) سا ، ط : وهل
(٢٠) د : ـ فإن كانت عن لا شىء
(٢١) م : مثل (الثانية)
(٢٢) د : يكونا.