ثم مرجح الماء من بينهم ، لما فيه من قبول الشكل ، يفسد اختياره (١) الماء لما فيه من التخلية عن الشكل. (٢) فإن جعل (٣) تكاثفه حافظا للشكل فقد جعل تكاثفه مزيلا عنه الصفة التي لها (٤) صلحت (٥) للأسطقسية ، (٦) ومرجّح الهواء مخاطب بمثل ذلك. ومرجح الأرض يفسد (٧) مقدمته لما فى الأرض من امتناع الاجتماع بعد الافتراق والامتناع عن قبول (٨) الشكل ، وأنه ليس كل متكون فإنما الأرضية غالبة عليه. (٩)
فههنا متكونات هوائية (١٠) ومتكونات مائية. وكثير (١١) من المتكونات (١٢) لا يرسب فى الماء ، ولو كانت الأرضية غالبة لرسب جميعها. ومع ذلك فليس إذا رسب كل متكون دل على ذلك (١٣) أكثر من أن الأرضية (١٤) غالبة فيه ؛ ولم يدل على أن لا خليط للأرض فيه. فإن الغالب غير المنفرد (١٥) فربما كان امتزاج من عدة ، وواحد منها غالب بالقوة أو بالكمية.
وأما القائلون بترجيح النار فقد اعتمدوا فيه (١٦) الكبر ، (١٧) وظنوا أنهم صححوا الكبر بكبر (١٨) السماوات وعظمها. فما يدرينا (١٩) أن السماوات كلها نارية حتى عسى أن يصح ما يقولونه؟ وما الذي يوجب اختصاص النار بالعنصرية لحاجة الكائنات إلى الحرارة. كأنها لا نحتاج إلى الرطوبة ، وكأنها لا تحتاج (٢٠) إلى اعتدال من الحرارة بمزاج البرودة؟ وأما فى أن النار قد تمخض (٢١) نارا من أنها هى (٢٢) العنصر ، (٢٣) فإنه إن كان الما. نارا مستحيلة ، أو كانت الأرض نارا غير محضة ، فيكون من النار ما ليس بمحض. وأما إذا أخذت النار (٢٤) التي هى مجاورة للفلك فالذى يدل على محوضتها يدل أيضا على محوضة الأرض المجاورة للمركز. ومع هذا كله ، فما المانع من (٢٥) أن يكون كل واحد من هذه أسطقسا ، (٢٦)
__________________
(١) د : الشكل بعنه اختيار
(٢) م : عن المشكل (٣) د : فان جعله
(٤) ب : التي بها (٥) م : أصلح
(٦) ب : للاستقصيه.
(٧) سا : تفسد (٨) م : من قبول
(٩) د : ـ عليه. (١٠) د : + ومتكونات هوائية
(١١) ب : فكثير (١٢) د : المتكونات الأرضية
(١٣) م : دل على ذلك
(١٤) ب : الأرض (١٥) سا : المفرد
(١٦) م : فيها (١٧) د : الأكثر
(١٨) سا ، ط : الكثرة بكثرة
(١٩) م : فمن يدرينا ، وفى د : وما يدرينا
(٢٠) ط : يحتاج (٢١) م : تمخضت
(٢٢) سا ، ب ، د : أنه هو
(٢٣) ط : العنصرية (٢٤) سا : أحدث النار م : ـ التي
(٢٥) م : ـ من (٢٦) ب : استقصا وفى ط : الاسطفسات